السيدة فاطمة (ع) - فاطمة الحوراء الإنسية |1| الجزء الأول
فاطمة الحوراء الإنسية
|1|
الجزء الأول
ظلم فاطمة (عليها السلام) : غاية القبح والبشاعة
ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرائيل (عليه السلام) فأدخلني الجنة فناولني من رطبها فأكلته، فتحول ذلك نطفة في صلبي، فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة عليها السلام، ففاطمة حوراء إنسية، فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة - بحار الأنوار/ج43.
ورد في زيارة السيدة الزهراء (عليها السلام): السلام عليكِ أيتها الحوراء الإنسية
ويتبين من كلا المقولتين أن (حوراء إنسية) صفة كمال، حيث أن الزيارة في مقام ذكر المآثر والفضائل كما أن مقولة النبي الأكرم توحي بذلك أيضاً.
إن سبق صفة (حوراء) على التي تفيد عمق الارتباط بعالم الغيب على صفة (إنسية) يستفاد منه في أبحاث عدة منها العقائدي ومنها الأخلاقي ومنها الاجتماعي .
يجدر أن نؤكد أن عقيدتنا في الصديقة الزهراء( عليها السلام) تتطابق وعقيدتنا في ليلة القدر، فإذا كانت ليلة القدر كلها بركات وخيرات وسلام على أهل الأرض، فإن فاطمة (عليها السلام) سماويّة التكوين (حوراء) وهي رحمة للناس أنزلها الله إلى الأرض بثوبٍ بشريٍّ (إنسي) .
إن مثل وجود الزهراء (عليها السلام) في عقيدتنا مثل نزول القرآن الكريم .
فكما أن القرآن حقيقة تنزّلت على شكل ألفاظ من عالم الغيب لأجل هداية البشر، فكذلك الزهراء (عليها السلام) هي من جهة (حوراء) اي أنها موجود معنوي حقيقي نابت في ذلك العالم الأصيل حتى أن نطفتها الأرضية كان يجب أن تكون من ذلك العالم وليس التعبير عنها (عليها السلام) بـ(تفاحة الفردوس) إلا إشارة إلى ذلك العالم الفردوسيّ القدسيّ.
يتبع ..