السيدة فاطمة (ع) - فاطمة (عليها السلام) الحوراء الإنسية |3|
فاطمة (عليها السلام) الحوراء الإنسية
|3|
سيدة نساء العالمين
لماذا كانت تسمية النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) للسيدة فاطمة سلام الله عليها بـ سيدة نساء العالمين ولم يقل : سيدة نسوة العالمين ؟
علاوة على ما في الاختلاف الوضعي بين اللفظين من القلة والكثرة، هناك من حيث الاستخدام القرآني للفظين تفاوت جذري .
جاءت لفظة النساء في القرآن الكريم بما يقارب ٤٢ مرة من مجموع الخطاب الموجه للمرأة، وغالباً ما يتعلق بتنظيم وترتيب وضعها في داخل المجتمع الإسلامي.
القرآن الكريم حين يريد أن يعبر عن المرأة باعتبارها مكوناً اجتماعياً صالحاً ومصلحاً له حضوره وفعاليته فهو يعبر عنها في المجموع بالنساء.
كما في قوله تعالى: وَلَوْلا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا الفتح :٢٥.
وقوله تعالى : يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ الاحزاب ٣٢.
وقوله تعالى : الرجال قوامون على النساء النساء٣٤.
وغالباً ما يُقصد بهذه التسمية إصلاح وضع أسري أو اجتماعي أو اقتصادي .
أما التعبير بالنسوة فلم يرد إلا في موضعين في سورة يوسف يتعلقان بتجمع مفسد أو ذو اهتمامات تافهة كالكيد والنميمة والقذف .
كما ورد في قوله تعالى: وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ ۖ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ۖ إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ يوسف: ٣٠.
وفي آية ثانية نجد نفس التعبير لنفس الغرض: قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ يوسف : ٥٠.
فإذا كانت السيدة الزهراء (عليها السلام) سيدة نساء العالمين فهي سيدة المصلحات وسيدة الفاعلات .
السيدة الزهراء (عليها السلام) وجدان العفة الذي يجرّنا فطرياً إلى الاشمئزاز من كل ممارسة وسلوك ينافي العفة وإن نفس هذا الشعور هو قوة وتطهير روحي يتحول تدريجياً إلى منطق اجتماعي وهو المنشأ لتحقيق حصانة اجتماعية .
السلام على سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين .
يتبع..