السيدة فاطمة (ع) - أسرار فاطمية |3|

أسرار فاطمية
|3|

وبذلَت نفسَها في مرضاته
كثيرًا ما نعمل ونجهد ونشتاق لإنشاء علاقة تعلّقٍ ومودة خاصة بأحد المعصومين الأطهار (عليهم السلام)، ترفعنا من قاع هذه الدنيا إلى مرتبة تليق بعناية المعصوم بنا.
فكيف إن تحققت هذه العلاقة والأمنية الرفيعة مع جميع المعصومين؟ فأيّ عناية سنحظى بها!

ومن لطف الله تعالى أنه فتح لنا بابًا يسيرًا لذلك من خلال قراءة الزيارة الجامعة مع الالتفات التام إلى معانيها، وما ورد فيها من صفات وخصائص وميزات عظيمة و جليلة لأهل البيت (عليهم السلام).

ومن عبارات تلك الزيارة: وبذلتم أنفسكم في مرضاته. ولا شك أنها تنطبق على حياة الصدّيقة المجاهدة الشهيدة فاطمة الزهراء (أرواحنا فداء أنفاسها).

فما هو مفهوم بذل النفس؟
أولا: البذل يعني العطاء بشكل طوعي وحر وعن طيب خاطر وإرادة واختيار وبكل حب وشوق.

ثانيا: بذل النفس يعني امتهانها والتضحية بها، وإنفاق كل إمكانياتها وقدراتها في سبيل الغاية السامية، وهي رضا الله عز وجل.

فمقولة سيد الشهداء أبي عبد الله (عليه السلام) يوم العاشر "أرضيت يا رب، خذ حتى ترضى" ليست سوى شعاعًا من شمس أمه الزهراء التي قضَت عمرها، واحتسبت قتل جنينها وغصبها لإرثها وآلام ضلعها لمرضاة رب العالمين!
ومن أراد الانتساب لمدرسة الزهراء كان عليه أن يكون باذلًا نفسَه وقلبه ووجوده لأجل رضا الخالق المعبود الذي تسبح الموجودات باسمه ويسير عالم الوجود نحو ملقاه.