السيّدة فاطمة (ع) - زوجة من الحور.. فاطمة
ثقافتنا
زوجة من الحور.. فاطمة
كان بيت عليّ وفاطمة عليهما السلام أروع نموذج في الصفاء والإخلاص والمودّة والرحمة، تعاونا فيه بوئام وحنان على إدارة شؤون البيت وإنجاز أعماله، وقضى رسول الله صلى الله عليه وآله بخدمة فاطمة دون الباب وقضى على عليّ عليه السلام بما خلفه.
حتى أنّ عليّاً أمير المؤمنين عليه السلام رقّ لحالها وامتدح صنعها، وقال لرجل من بني سعد: "ألا اُحدّثك عنّي وعن فاطمة؟ إنّها كانت عندي وكانت من أحبّ أهله صلى الله عليه وآله إليه، وإنّها استقت بالقربة حتى أثّر في صدرها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها، وكسحت البيت حتى اغبرّت ثيابها، وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها، فأصابها من ذلك ضرر شديد فقلت لها: لو أتيت أباكِ فسألتيه خادماً يكفيكِ ضرّ ما أنتِ فيه من هذا العمل، فأتت النبيّ (صلى الله عليه وآله) فوجدت عنده حدّاثاً فاستحت فانصرفت".
قال علي عليه السلام: فغدا علينا رسول الله صلى الله عليه وآله ونحن في لِفاعنا، فقال صلى الله عليه وآله: السلام عليكم، فقلت: وعليك السلام يا رسول الله اُدخل، فلم يعد أن يجلس عندنا، فقال صلى الله عليه وآله: يا فاطمة، ما كانت حاجتك أمس عند محمّد؟ قال عليه السلام: فخشيت إن لم تجبه أن يقوم، فقلت: أنا والله اُخبرك يا رسول الله إنّها استقت بالقربة حتى أثّرت في صدرها وجرّت بالرحى حتى مجلت يداها ... فقلت لها: لو أتيتِ أباكِ فسألتيه خادماً يكفيك ضرّ ما أنت فيه من هذا العمل، فقال صلى الله عليه وآله: "أفلا اُعلّمكما ما هو خير لكما من الخادم؟ إذا أخذتما منامكما فسبّحا ثلاثاً وثلاثين واحمدا ثلاثاً وثلاثين وكبّرا أربعاً وثلاثين".
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: "مَضَيْتِ تريدين من رسول الله صلى الله عليه وآله الدنيا فأعطانا الله ثواب الآخرة".
بحار الأنوار/ج٤٣.
المصدر: موقع شبكة المعارف الإسلامية.