سيّدة نساء قريش
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "أفضل نساء العالمين خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم إمرأة فرعون".
السيدة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب.
من أسرة عريقة النسب، عرفت بكثرة السجايا والفضائل والصفات الإنسانية الرفيعة التي تؤكد جلال قدرها، وقد اجتمع لها حسن الخَلق والخُلق.
ومما يؤكد مكانتها المرموقة التي حظيت بها بين المجتمع، أن أهل مكة أطلقوا عليها لقبًا يناسب تلك المكانة السامية، فنعتوها " سيدة نساء قريش."
والمتتبع للروايات الشريفة والأحاديث القدسية المروية بحقها التي تؤكد سمو مكانتها أيضًا عند الله والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة الأطهار عليهم السلام.
ولهذه المكانة أسباب سنأتي على ذكر بعضها:
أولا: بصيرتها: كان لها بصيرة واضحة تجلت باكتشافها المبكر لكمالات رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهي التي اختارته زوجًا لها دونًا عن كل رجال قومها.
ثانيًا: اهتمامها بما يهتم به رسول الله(صلى الله عليه وآله): كانت قبل بعثة الرسول تهتم وتتفاعل إيجابيًا مع اهتماماته، فكان حينما يصعد جبل حراء تواكبه بالطعام والشراب.
وقد زاد اهتمامها به بعد البعثة فكانت تخفف عنه وتواسيه في مرحلة إعلان الدعوة للإسلام.
ثالثا: أول من آمن من النساء كانت أول امرأة آمنت بالإسلام بعد الرسول (صلى الله عليه وآله)، فقد ورد أن النبي بعث يوم الإثنين، وأن خديجة (عليها السلام) أسلمت في نفس ذلك اليوم.
رابعًا: بذل مالها في خدمة الرسالة كانت صاحبة ثروة كبيرة (عشرات العبيد والإماء وآلاف الإبل...) وقد بذلت كل أموالها في سبيل الدعوة للإسلام حتى بقيت تنام هي والرسول (صلى الله عليه وآله) في كساء واحد لم يكن لها غيره.
خامسًا: حملها لمشكاة الائمة لقد كرم الله تعالى السيدة خديجة (عليها السلام) بأن اختارها رحمًا طاهرا للحوراء الإنسية السيدة الزهراء (عليها السلام).
وهذا قليل من كثير بحق سيدة نساء قريش.
وفي العاشر من شهر رمضان قبل الهجرة بثلاث سنوات، رحلت من قال رسول الله بحقها: "رزقت حبها"، ومع وفاة أبو طالب أيضًا كان ذلك العام ثقيلًا على قلب حبيبنا المصطفى (صلى الله عليه وآل وسلم) فسميّ بعام الحزن.