قدوتنا
فاطمة (عليها السلام) مصداق الكوثر
|2|
إن "الكوثر" له معنى واسع يشمل كل خير وهبه الله لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومصاديقه كثيرة، لكن كثيراً من علماء الشيعة ذهبوا إلى أن "فاطمة الزهراء (عليها السلام)" من أوضح مصاديق الكوثر، لأن رواية سبب النزول تقول:
بعد أن توفي أبناء الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في مكة الواحد تلو الآخر، شَمَت الشامتون -الذين انحصرت الفضائل عندهم في المال والثروة والأولاد والجاه والجلال الدنيوي- برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونعتوه بالأبتر؛ أي الذي لا عقب له ولا ذرية، وأنه إذا مات ستندثر بموته كل معالمه وآثاره، فأنزل الله (عزّ وجلّ) عليه هذه السورة لسلوى قلب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ولإيضاح حقيقة كبرى له وللمسلمين، فقال سبحانه وتعالى: ﴿إنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾[1] أي تلك الحقيقة العظيمة والكثيرة والمتزايدة.
ومصداق الكوثر بالنسبة للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يمثل أشياء مختلفة، وأحد أبرز المصاديق هو الوجود المقدس لفاطمة الزهراء (عليها السلام) التي جعلها الله خلفاً مادياً ومعنوياً للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
وخلافاً لأوهام الأعداء الشامتين أصبحت هذه الإبنة المباركة والوجود السخي سبباً لتخليد اسم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وذكره ونهجه ومعارفه بشكل لم يشهد له نظير لدى أي ولد بارز وعظيم؛ فمن ذريتها أحد عشر إماماً وكوكباً مشرقاً شعّوا بالمعارف الإسلامية على قلوب أبناء البشرية، وأحيوا الإسلام، وبيّنوا القرآن، ونشروا المعارف الإلهية، وأزالوا التحريف عنها، وأغلقوا سبل استغلالها.
..يتبع
هوامش:
[1] سورة الكوثر، الآية 1.
المصدر:
- الكلمات القصار للسيد القائد الخامنئي (حفظه الله)- جمادى الثانية 1420 هـ/ (بتصرف).
- الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي/ (بتصرف).