محمد حبيب الله - "رحمة للمؤمنين" أم "رحمة للعالمين"
"رحمة للمؤمنين" أم "رحمة للعالمين"
كما أنّ الرحمة الإلهية شاملة لجميع بنيالبشر المؤمن منهم وغير المؤمن كما هو المدلول الواضح لقوله تعالى: "الرحمنالرحيم" فكذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو: رحمةللعالمين بمقتضى الآية الكريمة: ﴿وَمَاأَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ الأنبياء/107 .
فهو ليس رحمة لأهل مكّة أو أهل المدينةفقط، وليس رحمة للمسلمين الذين كانوا معه، ولا للمسلمين عامة، وإنّما هو بنصّالآية القرآنية رحمةٌ للعالمين جميعاً في الدنيا والآخرة.
وفي بعض أوصافه أنه (صلى الله عليه وآله)أمان لأهل الأرض من العذاب.
فقد ورد في النهج الشريف عن أمير المؤمنين(عليه السلام) أنّه قال: "كان في الأرض أمانان من عذاب الله، وقد رُفع أحدهمافدونكم الآخر فتمسّكوا به، أمّا الأمان الذي رُفع فهو رسول الله (صلى الله عليهوآله) وأمّا الأمان الباقي فالاستغفار"، نهج البلاغة/ج4 .
قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللّهُلِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْيَسْتَغْفِرُونَ﴾ الأنبياء/33.
فهو (صلى الله عليه وآله) قد اختُصَّ بهذه الكرامة أنّه أمان لأهلالأرض. فرَفع اللهُ سبحانه العذاب، أي عذاب الاستئصال عن أمّة النبي (صلى اللهعليه وآله وسلم) ببركة وجوده، بينما كانت الأمم السابقة مهدّدة ومعذّبة بهذاالعذاب.
"اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَاللهِ عَلَى الاَْوَّلينَ وَالاْخَرينَ وَالسّابِقُ إلى طاعَةِ رَبِّ الْعالَمينَ وَالْمُهَيْمِنُ عَلى رُسُلِهِ وَالْخاتَمُ لاَِنْبِيائِهِ، وَالشّاهِدُعَلى خَلْقِهِ وَالشَّفِيعُإلَيْهِ، وَالْمَكينُلَدَيْهِ وَالْمُطاعُفي مَلَكُوتِهِ الاَْحْمَدُمِنَ الاَْوْصافِ الُْمحَمَّدُ لِسائِرِالاَْشْرافِ الْكَريمُعِنْدَ الرَّبِّ... ورحمة الله وبركاته "