محمد حبيب الله - الهادي البشير |1|
الهادي البشير
|1|
ونحن في ذكرى وفاة رسولنا الأعظم (صلوات الله عليه وآله) نجد أنه من أعظم واجبات الأمّة الإسلاميّة تجاه رسولها الكريم الاقتداء به والسير في هديه ونهجه ⬅وبذلك تضمن لنفسها سلامة الدنيا والآخرة، والنصر فيهما.
فالاهتداء والاتّباع والاقتداء بالرسول والاستنان بسنته (صلّى الله عليه وآله) واقتفاء أثره والسير على طريقه، يوصل الإنسان إلى درجة القرب من الله تعالى والمحبّة الإلهية.
فالاستنان بسنة النبي (صلوات الله عليه وآله) ️
بمعنى التشبه بالنبي في كل أطواره وحركاته وسكناته.. ولا نعني بالتشبه ، أن نصبح كرسول الله (صلوات الله عليه وآله) في كل شيء، وإنما السعي بحسب الطاقة البشرية.. ونحن مأمورون لا أن نستن بالنبي فحسب - والنبي (صلوات الله عليه وآله) بشر من البشر، ولكنه أكمل البشر-، وإنما نحن مأمورون بأن نستن بسنة الله عزوجل، أن نتخلّق بأخلاق الله عز وجل..
نعم إن الله عز وجل يصلّي على النبي وآله، ثم يطلب منا أن نستن بهذه السنة الإلهية : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}..الأحزاب/56 . إذن، الاستنان بسنة النبي (صلوات الله عليه وآله) أن نضع أنفسنا موضع النبي (صلوات الله عليه وآله) في كل أمر!
فسنّة النبي، وحركات النبي، وسكنات النبي، وكل تقلبات حياته من القيام إلى المنام؛ حيث أن النبي المصطفى (صلوات الله عليه وآله) خلط وعجن حياته بالذكر الإلهي.. ومن هنا رفع الله ذكره، لأنه رفع ذكر الله عز وجل، فجزاؤه في الدنيا وفي الآخرة، أن يرفع رب العالمين ذكر حبيبه المصطفى (صلوات الله وسلامه عليه وآله).
إن الذي يجمع لكل تقلبات النبي (صلوات الله عليه وآله)، ولكل الصور والألوان المختلفة من حياته، منذ أن بُعث نبياً إلى أن توفاه الله عز وجل هو ما نصرح به نحن جميعاً كمسلمين في تشهدنا: (وأشهد أن محمداً عبده ورسوله).. إن النبي (صلوات الله عليه وآله) حقق العبودية بأجلى صورها في حياته، وما جعل لنفسه اختياراً في الوجود.. فهو عندما يقف أمام مفترق طريقين، فإنه ينظر إلى مرضاة الله عز وجل، وأنه في أي طريق، بل أكثر من ذلك، فالنبي كان مسلِّماً لأمر الله عز وجل ، ومصداق لقوله تعالى : {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} النساء/65، ونحن مطالبون بهذا المعنى ، أي أن نقبل بحكم الله ورسوله إلى درجة الرضا القلبي، لا العمل الظاهري فحسب.. فإن المعنى الأساسي للمؤمن الذي جمع صفات النبي (صلوات الله عليه وآله) هو أن يعرف كيفية الإحساس بالعبودية المطلقة في كل حركة وسكنة كرسوله الأكرم صلّى الله عليه وآله، وكيفية تعامله مع الغير في أوقات السلم والحرب.
ومن المناسب للذي يزور النبي في ذكرى وفاته أن يتعرف على سنن النبي (صلوات الله عليه وآله) ، وسيرته؛ ويبحث عن حنانه، وشفقته، ورفقه (صلوات الله عليه وآله) بالأمة.
فينبغي علينا أن نقتدي بالنبي الأكرم (صلوات الله عليه وآله)، الذي كان مظهراً من مظاهر الجمع بين الحق الإلهي والحق البشري.. والقضية بسيطة جداً !
يتبع..
(كيفية الجمع المحمدي بين الحق الإلهي والحق البشري ).