محمد حبيب الله - السلام عليك أيها الطهر الطاهر
السلام عليك أيها الطهر الطاهر
إن النبي (صلوات الله عليه وآله) من قدراته الباهرة، أنه جمع بين العالمين! يأتي من المعراج حيث الأنس برب العالمين في ذلك العالم الذي لا يتصور، والذي كما يشير إليه قوله تعالى: {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى}.
نعم، هنالك أسرار متبادلة بين رب العالمين عز وجل وبين الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله، فمعراج جسماني وروحي، أي بكل وجوده. فالحب الإلهي كان يتجلى عنده من خلال مناجاة رقيقة في جوف الليل، ودموع جارية، وقلب والهٌ وعاشق.
وأما دعوته كانت صلى الله عليه وآله وسلم كلها رحمة وشفقة وإحساناً وحرصاً على جمع القلوب وهداية الناس جميعاً مع الترفق بمن يخطئ أو يخالف الحق والإحسان إليه وتعليمه بأحسن أسلوب وألطف عبارة وأحسن إشارة، متمثلاً قول الله عز وجل: (ادْعُ إِلِىَ سَبِيــلِ رَبّــكَ بِالْحِكْـمَةِ وَالْمَـوْعِظَـةِ الْحَسَنَـةِ وَجَادِلْهُم بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ..) [النحل:12] .
على الرغم من الأذى الشديد الذي تعرض له النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام والمسلمون من زعماء قريش وكبرائها، وقف النبي عليه الصلاة والسلام يوم فتح مكة ليخاطب زعماء الكفر بكلمات العفو والصفح حينما قال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)، كما عفا النبي الكريم وصفح عمّن أراد قتله من الكفار وبيّت ذلك..
ولم نسمع في سيرة الحبيب المصطفى (صلوات الله عليه وآله)، أنه جفا أحداً بكلامه قط، وهنا الفخر كل الفخر!
هذه الأيام -مع الأسف- بعض الناس تستهويه بعض الحقول الأخلاقية والروحية، فيعتكف على نفسه ويلتزم ببعض الأدعية والأوراد والعبادات، ولكن في مقام العمل يتقوقع مع نفسه، وينكمش عن الخدمة الرسالية، وعن خدمة الناس، وبالتالي فإنه يكون قد فقد نصف أهداف الشريعة أو أكثر من ذلك.
إن الذين هجروا الناس، والذين تقوقعوا، ذلك لأن هؤلاء رأوا الناس في قبال الله عز وجل.. ولكن لو أن الإنسان غيّر نظرته، ونظر إلى الخلق على أنهم عيال الله، فإن حبه لله عزوجل، يسري إلى حب مخلوقاته، وقد ورد في مضمون الحديث (الخلق عيال الله، وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله)، فكلما قدّم خدمة لأوليائه ولعباده، فإن هذه الخدمة هي في الحقيقة إبراز للحب الإلهي، ولكن من خلال خدمة الخلق.
وعليه ينبغي علينا أن نقتدي بالنبي الأكرم (صلوات الله عليه وآله)، الذي كان مظهراً من مظاهر الجمع بين الحق الإلهي والحق البشري..
وعندها نكون حقيقة من زواره في ذكراه ومن السائرين على نهجه وخطاه.
السلام عليك يا رسول الله
السلام عليك يا حبيب الله
السلام عليك أيها البشير النذير
السلام عليك أيها الطهر الطاهر والعلم الزاهر والمنصور المؤيّد
السلام عليك يا أبا القاسم محمد ورحمة الله وبركاته