محمد حبيب الله - حبيب رب العالمين |3|
محمد رسول الله (صلوات الله عليه وآله)
حبيب رب العالمين
|3|
رحمة على المؤمنين
إن المؤمن لهُ صفات -حسب الظاهر- متعارضة، فهو يستطيع أن يجمع بين الشدة والرحمة..
يقول تعالى: ﴿رُحَمَاء بَيْنَهُمْ: المؤمن لهُ قَلبٌ رَقيق، والذي يُريد أن يكونَ مظهراً لصفات اللهِ -عزَ وجل-، عليه أن يكون رحيماً.. فهذه الصفة الإلهية، تكررت أربع مرات في سورة "الحمد" ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾.
والإنسان الذي لا يعيش هذهِ الرحمة الباطنية للمؤمنين، لا يمكنُ أن يكونَ مَحطَ نَظر اللهِ -عز وجل- وعنايته.. حيث أن طريق الكمال هو الجهاد، ولكنَ الأرقى من جهاد النفس؛ هو الجذب الإلهي للعبد! فرب العالمين عندما يرى الإنسان مُجاهداً صادقاً؛ فإنه يجتبيه كما اجتبى الأنبياء والمُرسلين.
فإذن، علينا أن نتأسى بهذه الصفة؛ التي كان يتصف بها نبي الإسلام (صلوات الله عليه وآله).
فهذه الرحمة التي لدى رسول الله (صلوات الله عليه وآله) لا تخطرُ ببالِ أحد، فلقد ادخرَ شفاعتهُ لأهل الكبائرِ من أمته.. وقد تعدّت شفقته (صلوات الله عليه وآله) إلى الكفار وإلى غير المسلمين!
عندما دَخلَ مكة فاتحاً، رفقة بأهل قريش، كان أعلى درجات الرفق، بعدَ رحمة اللهِ عَزَ وجل.
"السَّلامُ عَلَيكَ يا رَسولَ اللهِ السَّلامُ عَلَيكَ يا نَبيَّ اللهِ السَّلامُ عَلَيكَ يا مُحَمَّدَ بنَ عَبدِ اللهِ السَّلامُ عَلَيكَ يا خاتَمَ النبيين.. ورحمة الله وبركاته".