محمد حبيب الله - إحياء أهل اليمن حُجّة
إحياء أهل اليمن حُجّة
لاحتفالات المولد النبوي الشريف في العالم الإسلامي وقع ومراسم وروحية خاصة، حيث تفيض فيها مشاعر الحب والانتماء لرسول الرحمة، وتكون محطة من أروع محطات المودة.
لكن ما ميز احتفالات أهل اليمن في الأعوام الأخيرة سعة انتشارها وجمال الزينة والحشود المليونية وعمق الانتماء والمودة الخالصة لرسول الله صلى الله عليه وآله، حيث أن هذا المشهد الرائع الذي ليس له مثيل في بلاد العالم الإسلامي مع اتساعها يقع في أشد البلاد فقرا نتيجة الحصار الظالم، وأشدها مظلومية نتيجة الحرب الجائرة، فهذا الكرم الذي يفيض به أهل اليمن إنما هو كرم أخلاقهم المحمدية وهذا العشق إنما هو عمق الولاء لسيد الرسل.
وبعد سؤالنا مجموعة من الأعزاء في اليمن عن طرق احتفائهم بالمناسبة، أفاضوا علينا بالتالي:
تقول الأخت بشرى .م :
من عادات وتقاليد اليمنيين في مولد النبي صلى الله عليه و آله وسلم الآتي:
- أولاً: الإحتفالات في البيوت حيث يأتي المنشد في اجتماعات الرجال أو المنشدة في محافل النساء ويكون فيها الإنشادات التي توارثوها أبا عن جد وينشدون فيها ذكر الله وذكر النبي صلوات ربي عليه. و يكون اليوم كله حافل وذاخر بذكر الله والرسول.
- وفي نهاية الحفل يرش أهل الدار الحاضرين بماء الزهر والعطر.
- توزع هدايا فيها مسابح، وقرآن، وشوكولا، وزبيب ولوز في أكياس أنيقة خاصة بالموالد ومنها ألوان متعددة الغالب منها اللون الأخضر.
- يوزع الأكل للحضور في كراتين مخصصة للمناسبات وكلٌّ حسب رغبته وسعته.
- تزين البيوت بالأضواء.
- تزين الحواري والشوارع فتغدو اليمن بأبهى حلة خضراء.
وتقول الأخت زينب .ع:
قبل الفعالية الكبرى في ساحات الرسول الأعظم .. تقام الموالد في البيوت والمساجد.. يعني مثلا في البيوت نزيّن البيت من الداخل وتأتي نشادة ويحضر أهل الحارة والأهل وأهل البيت فتبدأ افتتاح المولد بسورة يس وتبارك وبعض آيات القرآن ثم تتلو الصلوات والموشحات اليمنية والأناشيد الموروثة ومنها أنشودة ترحيب بالنبي حيث يقف الحضور لإنشادها وفيها روحانية خاصة حيث يشعر الحاضرون وكأنهم والنبي سلام الله عليه حاضر بينهم، وفي نهاية الحفل يرش عليهم أهل البيت ماء الورد والعطور ويبخرونهم بالعودة وتوزع الحلوى كل حسب استطاعته.
أما عند الرجال فيقول الأخ عبد الله:
في الطفولة عرفت المولد النبوي الشريف من خلال اهتمام الكبار به في المساجد، كان المسجد يفوح بالصلوات الجماعية وتوزيع الحلوى داخله والاستماع لبعض البرامج والحديث عن الرسول والرسالة.
ثانياً : بعد تناول الوليمة (العشاء) يجتمع رجال الحي مع أولادهم في مبرز (ديوانية) يبدؤن بالانشاد والصلاة على النبي ثم يبدؤن بقراءة كتاب مختصر لسيرة الرسول يمرر بين الحاضرين يقرأ كل شخص جزء منه وبين ذلك ينشدون بالصلاة على النبي وما إن ينتهون من الكتاب يعودون لمنازلهم لإكمال ذلك مع أهلهم.