حبيب المؤمنين محمد
|2|
إنّ من آثار الحبّ واقعاً ميل وانجذاب المحبّ نحو المحبوب، في أقواله وأفعاله وأعماله، بحيث يستجيب المحبّ للمحبوب في كلّ أوامره ونواهيه، وإلّا لو كان المحبّ للمحبوب عاصياً ومتمرّداً، فهذه علامة على أنّ حبّه غير حقيقيّ بل ادعائيّ لا يتجاوز لسانه.
وهذا ليس خاصّاً بمن نزلت فيهم الآيتان، بل يعمّ جميع العصور والشعوب، فإنّ الذّين يدّعون محبّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة عليهم السلام والمجاhدين والشhداء والصالحين والمتّقين، ولكنّ أعمالهم أبعد ما تكون عن مشابهة أولئك، هم كاذبون.
ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "ما أحبّ الله عزّ وجلّ من عصاه".
ثمّ قرأ الأبيات:
تعصي الإله وأنت تظهر حبّه هذا لعمرك في الفعال بديع
لو كان حبّك صادقاً لأطعته إنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع
بحار الأنوار -ج٦٧
إذا كنّا حقّاً نحبّ الله بحيث ظهرت آثار ذلك الحبّ في أعمالنا وأخلاقنا، من خلال اتباع من فرض الله طاعته: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي﴾، فإنّ الله تعالى سيحبّنا أيضاً بالمقابل: ﴿يُحْبِبْكُمُ اللّهُ﴾،
وسوف تظهر آثار حبّه لنا من خلال
١. غفران الذنوب.
٢. شمولنا برحمته الّتي وسعت كلّ شيء: ﴿وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَالله غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾، وهذا معنى شفاعة نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم - ال عمران/٣١.