دعوة النبي العالمية
الأسرار المحمدية
سراجٌ للبشرية
2دعوةالنبي العالمية
جاء في الحديث :((جاء نفر من اليهود إلى رسولالله «صلى الله عليه وآله وسلم» فقالوا: يا محمد، أنت الذي تزعم أنك رسول الله،وأنك الذي يوحى إليك كما يوحى إلى موسى بن عمران؟ فسكت النبي ساعة ثم قال:"نعم أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأنا خاتم النبيين، وإمام المتقين، ورسول ربالعالمين". قالوا: إلى من؟ إلى العرب أم إلى العجم؟ أم إلينا؟
فأنزل الله هذه الآية،
((قُلْ يـأيها الناسُ إِنى رسُولُ اللهِإِليْكُمْ جمِيعاً الذِي لهُ مُلْكُ السمواتِ والاْرْضِ لا إِله إِلا هُو يُحْىِويُمِيتُ فـأمِنُوا بِاللهِ ورسُولِهِ النبِي الاُْمي الذِي يُؤْمِنُ بِاللهِوكلِمـتِهِ واتبِعُوهُ لعلكُمْ تهْتدُون))
بحار الانوار ج 9
وقد صرحت الآية بأن رسالة النبي (صلى الله عليهوآله وسلم) رسالة عالمية
ثم إنها وصفت الإله الذي يدعو إليه النبي (صلىالله عليه وآله وسلم) بثلاث صفات:
(الذي له ملك السماوات والأرض) فله الحاكميةالمطلقة.
(لاإله إلا هو) فلا معبود يليق للعبادة سواه.
(يحيويميت) بيده نظام الحياة والموت.
وبهذه الطريقة تنفي هذه الآية أُلوهية غير خالقالسماوات والأرض، وأُلُوهية كل صنم، وكذا تنفي التثليث المسيحي، كما وتؤكد علىرسالة النبي العالمية وقدرة الله تعالى على أمر المعاد.
وتدعوجميع أهل العالم إلى الإِيمان بالله وبرسوله الذي لم يتعلم القرآءة والكتابةوالقائم من بين الناس..
قال تعالى: (فآمنوا بالله ورسوله النبي الأُمي).
النبي الذي لا يكتفي بدعوة الآخرين إلى هذهالحقائق فحسب، بل يؤمن هو في الدرجة الأُولى ـ بما يقول، يعني الإِيمان باللهوكلماته..
قال تعالى: (الذي يؤمن بالله وكلماته).
إنه لا يؤمن فقط بالآيات التي نزلت عليه، بل يؤمنبجميع الكتب الحقيقية للأنبياء السابقين.
إن إيمانه بدينه والذي يتجلى من خلال أعمالهوتصرفاته دليل واضح على حقانيته، لأن عمل الآمر بشيء يعكس مدى إيمانه بما يأمر بهويدعو إليه. وإيمانه بقوله أحد الأدلة على صدقه.
إن تأريخ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) برمتهيشهد بهذه الحقيقة وهي أنه (صلوات الله عليه وآله) كان أكثر من غيره إلتزاماًبالتعاليم التي جاء بها.
أجل، لا بد لكم من اتباع مثل هذا النبي حتى تسطعأنوار الهداية على قلوبكم، لتهتدوا إلى طريق السعادة..
قال تعالى: (واتبعوه لعلكم تهتدون).
وهذا إشارة إلى أنه لا يكفي مجرد الإِيمان، وإنمايفيد الإِيمان إذا إقترن بالإِتباع العملي.
فإن الذين يتصورون أن رسول الله (صلوات الله عليهوآله) ادعى في البداية تبليغ الرسالة لأهل مكة فقط، وعندما إنتشر دينه وعلا أمرهفكر في السيطرة على الحجاز، ثم فكر في البلاد الأُخرى، وراسل ملوك العالم وأمراءهوقادته، وأعلن عن رسالته العالمية. تجيب الآية الحاضرة التي نزلت في مكة على كلتصوراتهم هذه، فهي تصرح في غير إبهام ولا غموض بأنه (صلوات الله عليه وآله) أعلنعن دعوته العالمية منذ البداية.