سر الشهادتين وسر ذكر الشهادة لمحمد "صلوات الله عليه وآله"
الأسرار المحمدية
سراجٌ للبشرية
سرالشهادتين وسر ذكر الشهادة لمحمد "صلوات الله عليه وآله"
"أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريكله..واشهد أن محمداً عبده ورسوله)..."
إن الشهادتين لهما معنى عظيم.. إن هذه العبارة،تُخرج الإنسان من ظلمات الكفر والشرك، إلى نور الإيمان.. فبكلمتين خفيفتين يأتيالكافر ويتشهد الشهادتين، وإذ به يصبح محقون الدم والمال والعرض، شأنه شأن أي مسلمعاش في الإسلام قرنًا.
إنالشهادة مسؤولية، وليس تشريفًا فحسب.. ولهذا فإن بعض الناس، عندما يُدعى للشهادةفي المحكمة، يخاف من إدلاء شهادته؛ لأنه يخاف من تبعات ذلك، ومن انتقام من شهدعليه؛ ويخاف من تشكيك القاضي في شهادته، ويخاف أن يشهد ثم تنكشف أن الشهادةباطلة.. فعندئذ من شهد عليه، يطالبه باسترجاع كرامته، وإذا بهذا الشاهد يُسجن...
إذن،إن الشهادة فيها تبعة، وفيها مسؤولية، وهي قضية مخيفة.. وعليه، فإن من يتشهدالشهادتين، عليه أن يعلم أنه لا بد وأن يكون على مستوى الشهادة بالوحدانية للهتعالى وأنه صادق فيما يقول
ومنالبين أن الشهادة بأن محمداً(صلوات الله عليه وآله) رسول الله لا تحتاج إلى تعقيبلوضوحها تماماً في الأذهان إلا أننا يهمنا تبيان بعض الأمور:
لماذا ذُكر أن محمداً عبد الله قبل أن يكونرسوله؟..
"إن العبودية هي الأصل في كل شيء فمادام الله تعالى يؤكد بأنه ما خلق الجن والإنس إلا ليعبدوه فهذا يعني أن العبوديةأو العبادة هي المستهدفة أساساً من الخلق... هنا ينبغي ألا يغرب عن ذهننا بأن كلمة"العبد" ليست منفصلة عن كلمة "يعبدون" أو "العبادة"حيث أن كلتيهما تنتسبان إلى مفهوم واحد هو: العمل العبادي الذي خلق الله تعالىالإنسان من أجل ممارسته ولذلك فإن الإنسان الممارس لهذه العبادة يكون عبداً للهتعالى بحيث يعبده وإلا لانتخب النص الشرعي لمحات أخرى للتعبير عن ممارسة العملالعبادي...
أن يشهد المسلم بأن للنبي (صلوات الله عليه وآله)مقامين: المقام الأول مقام العبودية، والثاني مقام الرسالة.. إنه يقدم ذكر مقامالعبودية، على ذكر مقام الرسالة..
فالإنسان محروم من الرسالة -ليس هذا فرض، بل هذاواقع- ولكنه ليس محرومًا من العبودية..
فليتأسى بالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فيسلوك هذا الطريق، عسى أن يبعثه ربه مقامًا محمودًا..
مقامالنبي المحمود هي الرسالة، ومقام المؤمن المحمود، هو القرب من الله عز وجل..
إذن، إن مفتاح الرسالة، ومفتاح نجاح النبي؛ هيعبوديته لله عز وجل.. وما دام الإنسان يشهد بذلك، أيضًا عليه أن يكون وفيًا لهذهالشهادة.