نِعمَ التربية..ونِعمَ المربّي
لا نعرف في قاموس اللغة ألفاظًا كافيةً في التعريفوالتعبير عن شخصية الإمام أمير المؤمنين "علي بن أبي طالب" عليه آلافالتحية والثناء، فكلمة ((عظيم)) لا تكفي لبيان عظمة الرجل، مع العلم أن العظمةتتفاوت من حيث القلّة والكثرة والضعف والشدة وكذلك سائر الصّفات الحميدة التييعبّر عنها بالفضائل وينعت بها الرجال. فكيف نستطيع أن نصف الإمام حق الوصف،ونؤدي واجب المقام حق الأداء...
والأفضل أن نستمع إلى كلامه "عليه السلام" في هذا الموضوع وهو من تربّىفي أفضل وأزكى وأطهر بيت من بيوتات الإيمان..
فقد شرح لنا عليه السلام مدى اختصاصه والتصاقه بالنبي من صغر سنه حتى بلغثلاثًا وثلاثين سنة وذلك في خطبته الجليلة المعروفة (((بالقاصعة)))فقال:
أَنَا وَضَعْتُ فِي الصِّغَرِ بِكَلَاكِلِ الْعَرَبِوَكَسَرْتُ نَوَاجِمَ قُرُونِ رَبِيعَةَ وَمُضَر ..
وَقَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآلهبِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ وَالْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَة،ِ وَضَعَنِي فِيحِجْرِهِ وَأَنَا وَلَدٌ.. يَضُمُّنِي إِلَى صَدْرِهِ.. وَيَكْنُفُنِي فِيفِرَاشِهِ.. وَيُمِسُّنِي جَسَدَه..ُ وَيُشِمُّنِي عَرْفَه...
وَكَانَ يَمْضَغُ الشَّيْءَ ثُمَّ يُلْقِمُنِيه، وَمَا وَجَدَ لِي كَذْبَةً فِيقَوْلٍ وَلَا خَطْلَةً فِي فِعْل،ٍ وَلَقَدْ قَرَنَ اللَّهُ بِهِ صلى الله عليهوآله مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيمًا أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِهِيَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَ الْمَكَارِمِ، وَمَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَم،ِ لَيْلَهُوَنَهَارَهُ، وَلَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِيَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِهِ عَلَماً وَيَأْمُرُنِيبِالِاقْتِدَاءِ بِهِ .
وَلَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ فَأَرَاهُ وَلَا يَرَاهُغَيْرِي.
وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌيَوْمَئِذٍ فِي الْإِسْلَامِ غَيْرَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله)وَخَدِيجَةَ وَأَنَا ثَالِثُهُمَا
أَرَى نُورَ الْوَحْيِ وَالرِّسَالَةِ وَأَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّة
ِوَلَقَدْ سَمِعْتُ رَنَّةَ الشَّيْطَانِ حِينَ نَزَلَ الْوَحْيُ عَلَيْهِ (صلىالله عليه وآله) فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذِهِ الرَّنَّةُ فَقَالَهَذَا الشَّيْطَانُ قَدْ أَيِسَ مِنْ عِبَادَتِهِ، إِنَّكَ تَسْمَعُ مَا أَسْمَعُوَتَرَى مَا أَرَى إِلَّا أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ وَلَكِنَّكَ لَوَزِيرٌوَإِنَّكَ لَعَلَى خَيْرٍ .
السلام عليك يا أمير المؤمنين وعلى الأيادي الطاهرة التي حضنتك فنِعمَالتربية تربية الإيمان ونِعمَ المربي الفاضل رسول الله
والسّلام عليك يوم ولدتَ ويوم استُشهدتَ ويوم تُبعثُ حيّا