عقيدتنا
ولاية علي أمر إلهي
|3|
الآية الثالثة:
وهي قول الله جل جلاله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ...﴾ (النساء 59) والمقصود بأولي الأمر هو علي (عليه السلام) والأئمة (عليهم السلام) من وُلده كما صرَّح بذلك غير واحد من علماء ومفسري السُنة.
الآية الرابعة:
وهي قول الله عَزَّ وجَلَّ: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ (المائدة 55، 56).
وتُسمَّى هذه الآية بآية الولاية لبيانها موضوع الولاية وهي من الآيات المحكمات التي تُثبت الولاية لله تعالى ولرسوله (صلّى الله عليه وآله) وللإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ويؤكد المفسرون في عشرات الكتب على نزول هذه الآية في الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعد تصدّقه بخاتمه الذي كان يتختم به في خِنْصَره الأيمن وهو راكع في صلاته.
ولا بُدَّ هنا من الإشارة إلى نقاط ذات أهمية هي:
١. لا خلاف أن الآية قد نزلت في الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).
٢. إن الآية كما أثبتت الولاية لله تعالى وللرسول (صلّى الله عليه وآله) أثبتتها للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) أيضًا، أما ولاية الله تعالى والرسول (صلّى الله عليه وآله) فلا خلاف ولا نقاش فيها، وأما ولاية الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) فثابتة كذلك بدلالة نزول الآية فيه (عليه السلام).
رغم أن لفظة "الولي" تحمل عدة معاني وهي: المالك للأمر والأولى بالتصرّف، الناصر، الحليف، المحبّ، الصديق، الوارث، وما إلى ذلك من المعاني، إلا أن المعنى المناسب بالنسبة لهذه الآية هو: المالك للأمر والأولى بالتصرّف، أي من له الولاية على أمور الناس.
إذ إعطاء الولي معنى آخر لا ينسجم مع أداة الحصر "إنّما" الدالة على حصر الولاية بالمعنى المذكور في الله جل جلاله والرسول وعلي عليهما أفضل السلام، وكل المعاني الأخرى لا تتلاءم مع هذه الصيغة الحصرية كما هو واضح، هذا وإن القرائن التي تزامنت مع نزول الآية تؤكد على أن المراد من معنى الولاية هو ما ذكرناه.
الآية الخامسة:
وهي التي تُسمَّى بآية التبليغ وهي قول الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ (المائدة 67).
ولقد صرّح الكثير من المفسرين بأن نزول آية التبليغ كان في يوم الغدير لدى رجوع النبي (صلّى الله عليه وآله) من حجة الوداع في مكان يسمى بـ "غدير خم".
يتبع..
( بتصرف)