الجامعية المذهلة - في حياة "علي عليه السلام"
الجامعية المذهلة
في حياة "علي عليه السلام"
إن من امتيازات الإمام علي "عليه السلام" الكبرىأنه جمع بين الصفات المتضادة المتناقضة:
فهو في حال القتال، يراعي أدق التفاصيل الأخلاقيةوالعرفانية عندما جلس على صدر العدو (عمرو بن عبد ود) يريد أن يحزّ رأسه، قام عنه وتركه طليقاً؛ لأناللعين بصق في وجهه الشريف، ثم عاد وأكمل مهمته الرسالية؛ وهو بذلك أراد أن يعلمنادرساً، وهو درس الإخلاص والتفاني الرسالي لا الانتقام للذات.
وفي حال العبادة كان يراعي الخلق أيضاً، كما نُقل عنه (عليهالسلام) في تصدقه للسائل، وهو في صلاته لرب العالمين، لا ينشغل عن الاهتمام بشؤونالخلق، وهو الذي كان لا يحس بالجراحات والسهام، تُستخرج من بدنه الشريف في حالالصلاة..
نعم هذه الجامعية لعلي (عليه السلام ) هي التي أذهلتالألباب...
السلام عليك يا أمير المؤمنين يوم ولدت في الكعبة المشرفة ويوم استشهدت في المسجد الشريف ويوم تبعث حيا يوم القيامة الكبرى ويوم اللقاء عند الحوض المورود ورحمة الله وبركاته. علي.. علي.. علي عليه السلام، أبو الأيتام.
رأى الإمام عليه السلام إمرأة في بعض الطرقات تحمل قربة منالماء، فتقدم لمساعدتها وأخذ القربة وأوصلها لها، وفي الطريق سألها عن حالها..فقالت: "إن عليًا أرسل زوجي إلى إحدىالنواحي فقتل. وقد خلّف لي عدة أطفال لا أقدر على إعالتهم، فاضطررت للخدمة في بعضالبيوت".
فرجع الإمام وأمضى ليلته منكسرًا لحال هذه الأسرة.
وفي صباح اليوم التالي حمل جرابًا مملوء بالطعام واتجه إلىدارها.
في الطريق يطلب منه أحدهم حمل الجراب عنه، فيقول: "منيحمل عني وزري يوم القيامة"
وحينما وصل وطرق الباب. سألته: من الطارق، فقال: الذي أعانكعلى حمل القربة البارحة، جئت ببعض الطعام لأطفالك.
فتحت الباب وقالت: رضي الله عنك، وحكم بيني وبين علي بن أبيطالب.
فقال لها: أتخبزين أم تسكتين الأطفال، فأخبز
قالت: أنا أقدر على الخبز، فقم أنت بإسكات الأطفال.
فأخذت تعجن الدقيق، وأخذ الإمام علي عليه السلام يخلط اللحمبالتمر ويطعم الأطفال منه، وكلما ألقم طفلًا لقمة قال له بمنتهى اللين والرفق: يابني، إجعل علي بن أبي طالب في حِلّ.
استوى العجين، فأوقد عليه السلام التنور.
وفي الأثناء دخلت امرأة تعرفه، وما إن رأته حتىصاحت بوجه صاحبة الدار: ويحك هذا أمير المؤمنين.
فبادرت المرأة وهي تقول: واحيائي منك يا أمير المؤمنين
فقال: "بل واحيائي منك يا أمة الله فيما قصرت فيأمرك".
فبوركت إمامنا يوم مولدك ويوم استشهادك ويوم تبعث حيا.
كل عام ونحن شيعة علي وأتباعه.