www.tasneem-lb.net

السيدة زينب (ع)

السيدة زينب (ع) - زينب النموذج الإنساني المتكامل

زينب النموذج الإنساني المتكامل

إن شخصية زينب الكبرى ذات أبعاد عديدة:
فهي عالمة بأمور الدين وعارفة مرموقة وإنسانة بارزة، يُذعن لعظمة علمها، ومعرفتها، ونفسيتها كلُّ من وقف على حقيقة شخصيتها.‏

والبُعد الأبرز في حياة زينب الكبرى، أن إيمانها بالله والثقة برحمة وعظمته، كان من السعة والعظمة بحيث تتصاغر أمامها جميع الحوادث الكبيرة وإن كانت بحجم يوم عاشوراء.‏

ولا يمكن للجبروت الظاهري الذي يتمتّع به ساسةُ جورٍ من أمثال يزيد وعُبيد الله بن زياد أن ينتقص من كبرياء زينب الكبرى وعظمتها.‏

إنّ يزيد وعبيد الله بن زياد قد تصاغرا أمام هذه المرأة الأسيرة الّتي مَثُلت أمامهما مغلولة اليدين.‏

إذ وظّفت يَومها جميع ما تمتلكه من عواطف المرأة وعظمتها، واطمئنان قلبها وثبات جناحها، وفصاحة لسانها، وهو لسان الصادقة المجاهدة في سبيل الله، المنهمر بزلال المعارف فيسود الوُجُوم، وتستولي الدهشة على السامعين والحاضرين.‏

إنّ قوة كبريائها كإمرأة تجعل الكبرياء الكاذب والمزيف متصاغرًا ومحتقرًا أمامها.‏

إنّ عظمتها كإمرأة عبارة عن مزيج من الحماسة والعاطفة الإنسانية التي لا يمكن توفرها في أيّ رجل، والمتانة الشخصية والاستقامة الروحية التي تستوعب جميع الحوادث الكبيرة والخطيرة، وتطأ بقدميها جمر المحن بشجاعة وتتجاوزها، وفي الوقت نفسه تقدّم الدروس وتُلهب النفوس، وتعمل على توعيتها.‏

وتسهر كأم عطوف على راحة إمام زمانها زين العابدين (عليه السلام)، وتجعل من نفسها سدًّا منيعًا لتحفظ صغار أخيها، وغيرهم من أيتام هذه الحادثة، وتصونهم وسط هذا الطوفان العاتي والزوبعة الجارفة.‏

من كلام لسماحة الإمام القائد علي الخامنئي (دام ظله).

 متباركين بولادة السيدة زينب بنت علي أمير المؤمنين (عليهما السلام).


 


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد