بطلة كربلاء 8
أئمتي
ملحمة السيدة زينب الكبرى عليها السلام
بطلة كربلاء
8
يقول الإمام القائد السيد علي الخامنائي دامتبركاته:
ما بقي من خُطب زينب الكبرى عليها السلام ، مماهو في متناول الأيدي، يظهر عظمة حركة زينب الكبرى عليها السلام . فخطبتها التي لاتُنسى في أسواق الكوفة لم تكن كلاماً عادياً، ولا موقفاً عادياً لشخصيةٍكبرى، بل بينت بتحليل عظيم أوضاع المجتمع الإسلامي في ذلك العصر بأجمل الكلماتوأعمق وأغنى المفاهيم في مثل تلك الظروف.
فيا لها من شخصية قوية وعظيمة.
فهي قبل يومين، فقدت أخاها وقائدها وإمامها فيتلك الصحراء، فقدته مع كل الأعزاء والشباب والأبناء، وهذا الجمع المؤلف من بضععشرات من النساء والأطفال قد أُسروا وأُحضروا على مرأى من أعين الناس وحُملوا علىنياق الأسْر، وجاء الناس للمشاهدة، وبعضهم كان يهلل وبعضهم كان يبكي.
ففي مثل هذه المحنة، تسطع فجأةً شمس العظمة،فتستعمل نفس اللهجة التي كان يستعملها أبوها أمير المؤمنين عليه السلام وهو علىمنبر الخلافة مخاطباً أمته، فتنطق بنفس الطريقة وبنفس اللهجة والفصاحة والبلاغةوبذلك السمو في المضمون والمعنى:
"يا أهل الكوفة، يا أهل الغدر والختل"
فبهذا البيان القوي والكلمات البليغة، في تلكالظروف الصعبة، تحدثت زينب الكبرى عليها السلام ..
فكانت زينب الكبرى في مواجهة هذه الجماعاتالمتفاوتة التي لا يمكن الثقة بها، ولكنها كانت تتحدث بهذه الطريقة المحكمة.
فهي امرأة التاريخ، وهذه المرأة لم تعد ضعيفة.ولا يصح عدها امرأة ضعيفة. فهذا جوهر المرأة المؤمنة حيث تُظهر نفسها في مثل هذهالظروف الصعبة. هذه هي المرأة التي تُعد قدوةً لكل الرجال العظماء والنساءالعظيمات في العالم.
فهيتبين علل الثورة النبوية والثورة العلوية، وتقول إنكم لم تتمكنوا من معرفة الحق فيالفتنة، ولم تستطيعوا أن تعملوا بتكليفكم، وكانت النتيجة أن يُرفع رأس فلذة كبدالنبي صلى الله عليه وآله وسلم على الرماح. من هنا يمكن فهم
عظمة زينب
السلام عليك يا مولاتنا..يا وجيهة عند الله اشفعيلنا عند الله..واقبلينا من وفادك واجعلينا ممن يتبرك بأعتابك..