دعاء حملة العرش
|5|
قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ ۚ قَوْلُهُ الْحَقُّ ۚ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ ۚ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۚ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (73) [سورة الأنعام].
التفسير
هذه الآية دليل على ضرورة التّسليم لله وإتّباع رسوله، لذلك تقول: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ .
إن مبدأ عالم الوجود هو وحده الجدير بالعبادة، وهو وحده الذي يجب الخضوع والتّسليم له، لأنّه خلق الأشياء لمقاصد حقّة.
المقصود من (الحقّ) في الآية هو الأهداف والنّتائج والمنافع والحكم، أي أنّ كل مخلوق قد خلق لهدف وغاية ومصلحة، وهذه الآية تشبه الموضوع الذي تتناوله الآية (77) من سورة ص التي جاء فيها: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ۚ
ثم يقول: إنه فضلًا عن كونه مبدع عالم الوجود، فإنّ يوم القيامة أيضًا يقوم بأمره، وإذا ما أصدر أمره بقيام ذلك اليوم فإنّه يتحقّق فورًا: وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ ۚ
يحتمل بعضهم أنّ هذه العبارة تشير إلى مبدأ الخلق وإيجاد عالم الوجود، حيث خلق كل شيء بأمر الله، ولكن بالنظر لأنّ الفعل " يقول" مضارع، وهناك قبل هذه الآية إشارة إلى أصل الخلق، وكذلك بالرجوع إلى الآيات التالية، يمكن القول بأنّ هذه العبارة تخصّ البعث ويوم القيامة.
يتبع..
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٣٤٤.