ديننا
المناجاة الشعبانية
|1|
من المناسب ان نقف وقفة تأمّلية، نبحر في ألفاظ هذه المناجاة البليغة، نستخرج منها الدرر واللآلئ النفيسة، ولو أنها مكتنفة لبعض العبارات المبهمة، كعبارة (حجب النور) التي حار العلماء في تفسيرها، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، والميسور لا يسقط بالمعسور:
(اللهم صل على محمد وآل محمد)، نلاحظ بأن المناجاة تبدأ بالصلاة على النبي وآله، وقد ورد عن أهل البيت (ع) باستحباب الصلاة على النبي قبل الدعاء وبعده؛ فإن الله تعالى أجلّ من أن يستجيب طرفي الدعاء ويهمل ما بينهما.
(اللهم) أي: يا الله، فهنا حذف حرف النداء وعوض عنه حرف الميم في الآخر، ومن هنا لزم الالتفات واستحضار الخطاب مع رب العالمين، إذ لا شك أن حالة الخطاب مع السهو والغفلة، تعد من سوء الأدب بين يدي المخاطَب.
(واسمع دعائي إذا دعوتك)، نلاحظ العطف بين العبارتين بالواو، وكأن الصلاة على النبي هي الحاجة المهمة الأولى، وهنا إشارة إلى أن الدعاء قد يحجب ولا يصل إلى الله تعالى، بسبب بعض المعاصي التي يرتكبها العبد، وتوجب انقطاع الصلة بينه وبين ربه، إلا أن العبد من الممكن إذا ألح في الدعاء، وطلب من الله تعالى أن يتجاوز عن الموانع، ويرفع الحجب عنه، أن يصل إلى مبتغاه وتستجاب دعوته.
يتبع..
الشيخ المربي حبيب الكاظمي