www.tasneem-lb.net

معالي الدعاء

ديني - المناجاة الشعبانية |2|

ديننا

المناجاة الشعبانية

|2|

 

(واسمع ندائي إذا ناديتك)، أي أن العبد تارة قد يدعو ربه تعالى، وتارة قد يناديه، ومن المعلوم أن في النداء شيء من الإصرار، وقد ورد في الأخبار: (أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ سَأَلَ رَبَّهُ فَقَالَ يَا رَبِّ أَقرِيبٌ أَنْتَ مِنِّي فَأُنَاجِيَكَ أَمْ بَعِيدٌ فَأُنَادِيَكَ فَأَوْحَى اَللَّهُ إِلَيْهِ يَا مُوسَى أَنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي).

 

(وأقبل علي إذا ناجيتك، فقد هربت إليك)، إن الذي يخاف جهة معينة ويهرب منها، يلجأ إلى جهة أخرى مخالفة، تشكل له مصدر أمن واطمئنان.

إلا أننا نلاحظ اختلاف الأمر في التعامل مع رب العالمين، إذ تتحد الجهتان. إن الإنسان إذا اشتد مقته لنفسه، فهرب إلى الله تعالى، إذا علم الله تعالى صدقه في هذا الهروب؛ فإنه سيأخذ بيده، ويمده بالعناية، وقد يدخله حصنه الحصينة: بأن يبعده عن شرور الشياطين، ولكن ذلك يشترط عدم الاستهزاء بالمولى عز وجل، لأن الله تعالى قد يعفو عن العبد المرة والمرتين، ولا يبادر بالنقمة، ولكنه من الممكن أن يكشف عنه الغطاء في مرحلة من المراحل، وهو ما يعبر عنه بالإيكال إلى النفس.

يتبع..

الشيخ المربي حبيب الكاظمي


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد