ديننا
المناجاة الشعبانية
|4|
(إلهي، إن حرمتني، فمن ذا الذي يرزقني، وإن خذلتني، فمن ذا الذي ينصرني).
إن الله تعالى هو مصدر الخير في الوجود، إلا أنه أبى أن يجري الأمور إلا بأسبابها، كما في قوله تعالى: (فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا)، فهو خالق البحر، وهو الذي يسوق السحاب إلى الأرض الميتة، ولكنه شاء أن يجعل نزول المطر موكولاً في يد الملك، وكان بإمكانه تعالى وهو الذي نفخ الروح في بني آدم، أن يتولى قبضها أيضاً، إلا أنه أوكل الأمر إلى ملك الموت، ومن هنا نرى بأن الله تعالى تارة يصف نفسه بأنه هو المتوفي، فيقول تعالى: (الله يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا)، وفي آية أخرى ينسب الفعل لملك الموت، حيث يقول تعالى: (قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ)، وحدوث الشيء على يد الوكيل، يصح نسبته للوكيل أو للموكل، بلا تناقض في ذلك.
ومن مصاديق الملائكة الذين يعملون بأمر الله تعالى: الطبيب الذي نلتمس منه العلاج، وكذلك صاحب المال، الذي لا يعدو عن كونه مستخلفًا على مال الله تعالى، يقول الله تعالى: ﴿وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيه﴾
يتبع..
الشيخ المربي حبيب الكاظمي