ديننا
المناجاة الشعبانية
|7|
(وإن أدخلتني النار؛ أعلمت أهلها أني أحبك)
هنا في حركة عاطفية جميلة كأنها تفاوض مع رب العالمين فيقول: أنه إذا وقعت الواقعة، حيث رفعت الموازين، وحكمت المحكمة بدخولي النار لجرمي وجريرتي، وعصياني لك في الدنيا، فماذا تفعل بهذا القلب الذي يحمل حبك!
(وأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعلني ممن يديم ذكرك، ولا ينقض عهدك، ولا يغفل عن شكرك، ولا يستخف بأمرك)، وهنا يلخّص إمام المتقين علي (عليه السلام) طريق العرفان والسير إلى الله بجمل قصيرة، مفادها: أن طريق الوصول إلى الله، هو دوام الذكر، ومن المعلوم أن ذلك من أشق الأمور على النفس، إذ أن ذكر الله تعالى في مواطن الطاعة، أو في الفرائض، وفي جوف الليل أمر هيّن وإنما المطلوب هو ذكر الله تعالى في كل الأحوال، وخاصة في ساعة اشتداد الشهوة والغضب، وعندما يهمّ بالمعصية، وإلا فما قيمة الذكر الذي يجري لقلقة على اللسان طالما لم يحرّك القلب والجوارح؟
يتبع..
الشيخ المربي حبيب الكاظمي.