ديننا
دور المحبة الإلهية في استجابة الدعاء
|1|
إن قوام الدعاء المحبة. وهذه المحبة لا تأتي إلا من خلال معرفة العظمة الإلهية، وأنه هو المنعم لا غيره. إننا نحب العظماء وإن كنا لم نلتق بهم يومًا ما، ولكن مجرد الكمال يجعل الإنسان محبوبًا. إنك تحب المرجع الذي تقلده وما رأيته وما سمعته، ولكنك تقول: إن ديني وصحة صلاتي وصيامي متوقفة على فتاواه، وله منزلة عظيمة ولذلك أحبّه. وهذا المعنى متحقق في رب العزة والجلال بأعظم صورة. فأي كمال وأي جمال وأي عظمة ترقى إلى عظمته!
فالخطوة الأولى، هي معرفة العظمة. إن قراءة الكتب لا تنفع لوحدها؛ ولكنها تُعينك على اكتساب المعرفة.
إن كنت تبحث عن المحبة؛ أمعن الفكر في النعم الإلهية.
على المؤمن أن يستشعر أن الله (سبحانه وتعالى) هو المنعم. يُقال: الإنسان أسير الإحسان، وقد روي:(اُمْنُنْ عَلَى مَنْ شِئْتَ تَكُنْ أَمِيرَهُ وَاِحْتَجْ إِلَى مَنْ شِئْتَ تَكُنْ أَسِيرَهُ وَاِسْتَغْنِ عَمَّنْ شِئْتَ تَكُنْ نَظِيرَه)[١]. إن الإنسان بطبيعته يأنس بمن أحسن إليه؛ فلو أن إنساناً من أقصى بلاد العالم جعل لك راتبًا جيدًا لسنة أو سنتين، فإنك ستحبّه وإن كنت لم تعرف اسمه ولم تر صورته. ألا تنطبق هذه النظرية على رب العالمين⁉️ إنه يُحسن إليك، وإن كنت لا تراه ولا تسمعه.
وما أعظم نعمه سبحانه علينا وما أجدر بنا أن نتذكر هذه النعم دائمًا، ويذكرنا (سبحانه وتعالى) في كتابه بهذه النعم ويقول:{فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}[٢]. لا بد أن يعتقد الإنسان أن كل خير هو منه لا من غيره.
إن التفكير في النعم توجب المحبة الإلهية.
يتبع...
هوامش:
[١] الخصال ج٢ ص٤٢٠.
[٢] تكررت هذه الآية في سورة الرحمن.
المصدر:
دور المحبة الإلهية في ضمان استجابة الدعاء، شبكة السراج/ (بتصرف).