www.tasneem-lb.net

معالي الدعاء

ديني - دور المحبة الإلهية في استجابة الدعاء |2|

ديننا

دور المحبة الإلهية في استجابة الدعاء

|2|

 

من أهم آداب الدعاء المعنوية وشروط استجابته معرفة الله، والإيمان بسلطانه المطلق وقدرته المطلقة على تحقيق ما يطلبه عبده منه، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "ولو عرفتم الله حقّ معرفته لزَالت الجبال بدعائكم"[١].

 معرفة الله (عز وجل) تعني أن يعرف الداعي أن الله قريبٌ منه بل أقرب إليه من حبل الوريد، يعرف كل خطرات قلبه وحديث نفسه، وليس بينه وبين عبده حائل أو مانع، قال تعالى:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ}[٢]، {وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ وَنَعۡلَمُ مَا تُوَسۡوِسُ بِهِۦ نَفۡسُهُۥۖ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِيدِ}[٣].

 على الداعي أن يعمل بما تقتضيه المعرفة لخالقه، بأن يفي بعهد الله ويطيع أوامره، وهما من أهم الشروط في استجابة الدعاء.

عن الإمام الصادق (عليه السلام): قال له رجل: جعلت فداك، إنّ الله يقول {ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ} وإنّا ندعو فلا يستجاب لنا! قال (عليه السلام): "لأنكم لا توفون بعهد اللّه، لو وفيتم لوفى الله لكم"[٤]. وفي الحديث القدسي أنّ الله أوحى إلى داود (عليه السلام): "يا داود، إنّه ليس عبد من عبادي يطيعني فيما آمره إلاّ أعطيته قبل أن يسألني، وأستجيب له"[٥].

 

 إن الدعاء الحقيقي لا يصدر إلا عن قلبٍ مقبلٍ على الله، فإذا كان القلب منشغلاً بغيره تعالى حين الدعاء فقد جافى حقيقة الدعاء، وما له فيه وفي الإجابة من نصيب.

رُوي عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ الله عزَ وجلّ لا يستجيب دعاء بظهر قلب ساه فإذا دعوت فأقبل بقلبك ثمّ استيقن بالإجابة"[٦].

فلحظات الخضوع ورقّة القلب تهيئ صاحبها للإقبال على الله تعالى واستقبال رحمته، وكلما رقّ القلب واستكان كانت الاستجابة أقرب إلى الداعي.

 

هوامش:

[١] الميرزا النوري، مستدرك، ج17، ص301.

[٢] سورة البقرة، الآية 186.

[٣] سورة ق، الآية 16.

[٤] العلّامة المجلسي، بحارالأنوار، ج90، ص368

[٥] العلّامة المجلسي، بحارالأنوار، ج90، ص376.

[٦] الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج7، ص53.

 

المصدر:

روح العبادة، نشر جمعية المعارف الإسلامية الثقافية/ (بتصرف).


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد