الغرائز وتوجيهها
دروس من نهج البلاغة
|1|
يقول الإمام علي (عليه السلام): "... فمثلت إنسانًا ذا أذهان يجيلها، وفكر يتصرّف بها، ومعرفة يفرق بها بين الحق والباطل، معجونًا بطينة الألوان المختلفة، والأضداد المتعادية، والأخلاط المتباينة"
نهج البلاغة، خطبة 1
إنّ الإنسان مخلوق مختلف الغرائز والرغبات، يحكمه الصراع بين العقل والشهوة، وليس هو ذا بعد واحد، كالحيوان الذي تحكمه الشهوة فقط، أو كالملاك الذي يحكمه العقل فقط، وهذا ما يشير إليه كلام الإمام علي (عليه السلام) أعلاه.
وجهالة الإنسان بتركيبته، وما غرز بنفسه، سيبعده عن الله تعالى لأنّ مَن عرف نفسه عرف خالقه.
كما يشير إلى ذلك قول الأمير (عليه السلام): "اعرف نفسك تعرف ربك".
فلو قصّر الإنسان ولم يسعَ لمعرفة نفسه التي هي أقرب إليه من غيرها، والتي هي أولى بمعرفتها فإنه سيتحوَّل إلى كائن حيواني مفترس، وسيخسر الخسران المبين، وهل بعد خسران النفس من خسران؟!
يتبع...