الغرائز وتوجيهها
دروس من نهج البلاغة
|3|
غريزة الأكل والشرب
لا بدّ لكل كائن حي أن يأكل وأن يشرب من أجل استمرار حياته، وهذا أمر طبيعي قد جعله الله تعالى في غريزة الإنسان ليضمن بقاءه واستمراره.
لكن.. هل تتحوّل هذه الغريزة من نعمة تحافظ على الإنسان إلى نقمة تضيّع أهدافه
نعم..
إذا تحوّل الأكل والشرب ليصبح قضية الإنسان الرئيسية وهدفه الأساس.
يقول الإمام علي (عليه السلام): "ولا تُدخلوا بطونكم لَعَق الحرام فإنكم بعين من حرّم عليكم المعصية وسهَّل لكم سُبل الطاعة"
نهج البلاغة، خطبة 151.
ثم يُجري مقارنة مهمّة فيقول (عليه السلام): "إنّ البهائم همّها بطونها، وأنّ السباع همّها العدوان على غيرها"
نهج البلاغة، خطبة 153
أما الإنسان فهذه الأمور عنده وسائل لتحقيق همّه الأساسي وهو الفوز وسعادة الآخرة ورضوان الله تعالى.
ويقول (عليه السلام): "فما خُلقت ليشغلني أكل الطيبات كالبهيمة المربوطة همّها علفها"
نهج البلاغة، كتاب 15 45.
يتبع...