الغرائز وتوجيهها
دروس من نهج البلاغة
|4|
غريزة الزواج
يرتبط استمرار وجود النوع الإنساني بغريزة الزواج، وهذا أمرٌ طبيعي قد خلقه الله تعالى في الإنسان بل وحثّ الإنسان على الزواج، وجعله مستحبًّا، وجعله من الأمور التي يحرز بها الدين، كما في الرواية عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله):"من تزوّج أحرز نصف دينه".
ولكن إذا لم تُرَبّ هذه الغريزة ولم يُسيطر عليها ولم تُهذّب، فإنّها ستتحوّل من نعمة إلى نقمة وستجرّ الفرد والمجتمع إلى الانهيار والانحراف فيُصبح كالحيوان همّه إشباع بطنه وفرجه ويصبح من أهل النار والغضب الإلهي والعياذ بالله ومصداقًا للحديث النبويّ الشريف: "أكثر ما تلج به أمتي النار الأجوفان: البطن والفرج".
ويقول الإمام (عليه السلام): "... فرَحِم الله رجلًا نزع عن شهوته وقمع هوى نفسه"
نهج البلاغة، خطبة 176.
فالمؤمن يقمع هوى النفس حتى يسيطر على غرائزه لتكون طوع أمره، فيوجهها بما يريد الله تعالى، ولا يتركها تطغى حتى تُسيطر عليه وتستعبده فتذلّه في الدنيا ويكون من الخاسرين في الآخرة والعياذ بالله.
يتبع...