الإمام الحسن المجتبى (ع) - أنوار الإمام الحسن (عليه السلام)
أنوار الإمام الحسن
(عليه السلام)
إن التأسي من أهمِ صورِ إحياءِ أمر أهل البيت (عليهم السلام) ؛ فبقدر ما يتصف الإنسان بصفاتهم (عليهم السلام) يُعطي نفسه درجة ؛ هذهِ الدرجة هي دَرجةُ الولاية.
ومن بين الأئمة المعصومين (عليه السلام) عُرف الإمام الحسن (عليه السلام) وتميّز بصفات خاصة وعُرف بها؛ والتميّز هنا بمعنى: الاشتهار، وإلا كُلّ المعصومين واجدونَ لكُل الملكات.
ومن أبرز هذه المميّزات:
كريم أهل البيت
قال ابن الصبّاغ عن الإمام الحسن (عليه السلام): الكرم والجود غريزة مغروسة فيه (عليه السلام)، واتصال صلاته للمعتقين نهج ما زال يسلكه ويقتفيه.
وقال القاسم بن الفضل الحدّاني: (حدّثنا أبو هارون قال: انطلقنا حجّاجاً، فدخلنا المدينة، فدخلنا على الحسن، فحدّثناه بمسيرنا وحالنا، فلما خرجنا بعث إلى كل رجل منّا بأربعمائة فرجعنا فأخبرناه بيسارنا، فقال: لا تردّوا عليّ معروفي فلو كنت على غير هذه الحال كان هذا لكم يسيراً، إنّ الله يباهي ملائكته بعباده يوم عرفة).
عدم ردّ السائل
عُرف الإمام الحسن (عليه السلام) أنّه "لم يقل لسائل قط: لا".
وقد قيل له (عليه السلام): لأي شيء نراك لا ترد سائلاً وإن كنت على فاقة؟ فقال: (إنّي لله سائل وفيه راغب وأنا أستحيي أن أكون سائلاً وأرد سائلاً، وإنّ الله تعالى عوّدني عادة؛ عوّدني أن يفيض نعمه عليّ، وعوّدته أن أفيض نعمه على الناس، فأخشى أن قطعت العادة أن يمنعني العادة.
الناصح
وقد أكّد الإمام الحسن (عليه السلام) هذه الصّفة في نفسه حينما خطب في المسلمين في أحداث ولايته قائلاً: " أما بعد: فوالله إني لأرجو أن أكون قد أصبحت - بحمد الله عنه -وأنا أنصح خلق الله لخلقه ".
يتّضح من كون أن النّاصح لغيره هو الخالص في ما ينصحه، لا يغشه فيه، بل يرى في ما يدعوه إليه مصلحة المنصوح دون أيّة مآرب أخرى.
حليم أهل البيت وقد شهد له بذلك أعداؤه، حيث يُذكَر أنّه لما توفي وأخرجت جنازته، أصرَّ مروان بن الحكم، أعدى أعدائه، على حمل جنازته، وعندما سأله الحسين (عليه السلام): "أتحمل سريره، أما والله كنت تجرّعه الغيظ؟"، فقال: "إنّني كنت أفعل ذلك بمن يوازن حلمه الجبال". والحلم يراد به أن يملك الإنسان غضبه، وأن لا يتصرّف بوحي منه.
السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ..
السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بْنَ عَلِيٍّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.