ولادة الإمام الحسن عليه السلام
ولادة الإمام الحسن عليه السلام
نشأ الإمام الحسن"عليه السلام"، ليجسّد خُلُق القرآن، ومفاهيم الإسلام، وسنّة النبيالأكرم "صلوات الله عليه وآله".
نعم إنه الإمامالقدوة الحسنة والأمثولة الطيبة والأسوة المتّبعة.. فما أشد حاجتنا هذا اليوم، وكليوم لتربية النشء وإعداد الجيل، وأبناء الأمة لمثل هكذا أنموذج!!
وهل هناك نماذجتربوية أفضل من النبي وآله الطاهرين
فلنبحر بجولة سريعةفي بعض مواقف الإمام الحسن المجتبى وسلوكه التي نعيشها، لعلّنا نكون ممن يوفقللاقتداء بها، والاستنارة بأضوائها، في ليل الحياة الحالك...
كان الإمام الحسن المجتبى "عليهالسلام" يحضر مجلس جدّه رسول الله "صلوات الله عليه وآله"، وهو ابنسبع سنين، فيسمع الوحي فيحفظه، ويأتي أمّه الزهراء "عليها السلام" فيلقيإليها ما حفظه، فإذا دخل علي "عليه السلام"، وجد عندها علمًا بالتنزيل،فسألها عن ذلك، فقالت: من ولدك الحسن!! فتخفّى يومًا في الدار، وقد دخل الحسن بعدسماع الوحي، فإذا أراد أن يلقيه إليها، فارتجّ!! (أي اضطرب)، فعجبت أمّه من ذلك،فقال: لا تعجبي يا أمّاه، قلّ بياني وكلّ لساني، لعلّ سيدًا يرعاني... فخرج علي"عليه السلام" فقبّله!!
ومن تواضعه"عليه السلام" أنه مرّ ذات يوم على فقراء جالسين على الأرض، يلتقطونكسيرات من الخبز، فدعوا الإمام وقالوا: هلمّ يا بن رسول الله وتغذى معنا، فنزلالإمام "عليه السلام" وجلس معهم وتناول شيئًا من كسيراتهم، ثم دعاهم إلىبيته، فأطعمهم وكساهم، وأعطاهم ما أغناهم، فخرجوا موفورين فائزين، بعطاء الحسنوكرمه، مغمورين بلطفه وخلقه...
وتأمل معي، رقّةالإمام الحسن "عليه السلام" ورفيع إحساسه، ورهافة شعوره، حينما جاءتجارية له، فحيّته بباقة ريحان (باقة ورد)، فاهتزّ الإمام لهذهالتحية الرقيقة، فبادرها بقوله: أنت حرّة لوجه الله!!
وأما عبادته"عليه السلام" وعلاقته مع الله تعالى، فتحتاج إلى وقفات وتأملات... فقدكان أعبد الناس في زمانه، وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا حجّ، حجّ ماشيًا، وربما مشىحافيًا... وإذا قام إلى الصلاة ترتعد فرائصه بين يديّ ربّه عزّ وجلّ...
وكان لا يقرأ من كتابالله "يا أيّها الذين آمنوا" إلا قال: لبيك اللهم لبيك.
فقرات رائعة، ماأحوجنا إلى أن نتأملها، ونعيد تقييمنا لعلاقتنا مع الله تعالى، وكم نحن مقصّرونفيها. خاصة ونحن في شهر التوبة والإنابة والاستغفار، شهر التوبة إلى الله، شهرالعودة إلى الخالق الكريم.