الارتباط الروحي بإمام الزمان
|4|
أحد أهم معالم الارتباط الروحي بإمام الزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء هو دعاء الندبة كلّ جمعة وفي الأعياد.
وفيه معارف عالية، ومقامات سامية، وصفات ومنازل للإمام، وشرح لوظائف وأهداف حركته، ونجوى وندبة، وحنين وأنين.
يراد من ذلك كلّه ربط المنتظِر بإمامه روحيّاً وقلبيّاً وفكريّاً ومعرفيّاً.
ولطالما حفلت مجالس هذا الدعاء التي يقيمها المحبّون والموالون، والعلماء والمجاهدون، بأجواء روحيّة خاصّة وتعلّق قلبيّ، وبكاء من هؤلاء المشتاقين لإمامهم، ولا شكّ في أنّ عناية الإمام كانت تشملهم بلطفه وترعاهم بعينه الحاضرة.
ينقل المحدّث النوريّ رحمه الله في بعض قصص اللقاء عن الشيخ زين العابدين السلماسي تلميذ السيّد بحر العلوم (المعروف بلقائه الإمام الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف): "أنّه في إحدى المرّات وكان يوم الجمعة، والمولى المذكور يقرأ دعاء الندبة، وجماعة يقرؤونه بقراءته، وكان يبكي بكاء الواله الحزين، ويضجّ ضجيج المستصرخين، وهم يبكون ببكائه، وإذا بشرق مسك ونفحته قد انتشر في السرداب، وملأ فضاءه، وأخذ هواءه، واشتدّ نفاحه، بحيث ذهبت عن الجميع تلك الحالة، فسكتوا كأنّ على رؤوسهم الطير، ولم يقدر أحد على حركة وكلام، فبقوا متحيّرين إلى أن مضى زمان قليل، فذهب ما كانوا يستشمّونه من تلك الرائحة الطيّبة، ورجعوا إلى ما كانوا فيه من قراءة الدعاء".
بقلم الشيخ بسام محمد حسين.
المصدر: مجلة بقية الله الصادرة بتاريخ ١/٤/٢٠١٩