أشهر النور - كلام نور
كلام نور في حق إمامٍ محبور
في شهر هو عند الله أفضل الشهور
في ليلة اكتمل فيها القمر بدراً
في بيت طيني صغير هو عند الله أفضل البيوت
وفي أسرة مباركة من أهل بيت طاهر ذُُكرت في الكتاب المجيد (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تطهيرا).
وُلِد المولود المبارك
فغمرت الفرحة قلب النبي الأكرم (صلوات الله عليه وآله) حينما بُشِّر بالمولود الأول لابنته الطاهرة، فأسرع إلى بيتها ليبارك لها ولحبيبه علي (عليه السلام) الوليد الجديد وليطلق أول رسالة في منزلة هذا المولود المبارك فقال لأسماء: "يا أسماء، هاتيني ابني".
قرّب النبي الأكرم (صلوات الله عليه وآله) المولود الجديد ليهمس في إذنه أجمل كلمة من أقدس فم فكانت "الله أكبر" أول كلمة يسمعها من فم سيد بني البشر.
وما كان للأم ولا للأب أن يسبقا الجدّ الأكرم في تسمية المولود
وإذ برسالة أخرى في حق الوليد يبديها النبي (صلوات الله عليه وآله) تعبيراً عنها بقوله: "ما كنت أسبق ربي"، وما هي إلا لحظات وإذا بالوحي حاملاً التسمية الربانية قائلاً: "سمّه حسناً".
نعم! المولود المبارك هو: الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام).
ويشب الوليد في كنف الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، وتحت ظلال الوصي عليه السلام، وفي رعاية الزهراء عليها السلام، ليأخذ من نبع الرسالة كلّ معانيها، ومن ظلال الولاية كلّ قِيَمِها ومن رعاية العصمة كلّ فضائلها ومكارمها.
لقد عاش الإمام الحسن (عليه السلام) في كنف جدّه المصطفى سبع سنوات وستّة أشهر من عمره الشريف، وكانت تلك السنوات على قلّتها كافية لأن تجعل منه الصورة المصغّرة عن شخصية الرسول ليصبح جديراً بذلك الوسام العظيم الذي حباه به جدّه، حينما قال له: «أشبهت خلقي وخلقي».
لقد كان الإمام الحسن والحسين عليهما السلام أحبّ الناس إلى النبيّ، وإنّما كان ينبّه الأُمّة إلى عظمة هذين الإمامين ومقامهما الرفيع.
وإنّ ما ذكر يفسّر لنا السرّ في كثرة النصوص التي وردت عنه صلى الله عليه وآله حول الحسنين عليهما السلام مثل قوله: «اللّهمّ إنّ هذا ابني وأنا أُحبّه فأحبّه وأحبّ من يحبّه»
وقوله صلى الله عليه وآله: «أحبّ أهل بيتي إليّ الحسن والحسين..»
صحيح أن الحسن (عليه السلام) كان صبياً صغيراً في عهد جدِّه الأكرم (صلوات الله عليه وآله) لكنه وصل إلى النضوج المعرفي الكامل، وقد استحق وهو طفلاً صغيراً قول جده (صلوات الله عليه وآله): "لو كان العقل رجلاً لكان الحسن".
وأيضاً: "أما الحسن فإن له هيبتي وسؤودي".
وقد صرّح بإمامته: "الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا"، وقال(صلوات الله عليه وآله): "أنتما الإمامان ولأمكما الشفاعة".
وأكد النبي (صلوات الله عليه وآله) حكمة قيادة الحسنين (عليهما السلام) المنطلقة من عصمتيهما حينما قال لهما ولأبويهما: "أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم".
وأنهى رسول الله (صلوات الله عليه وآله) خطواته في مشروع إمامة أمير المؤمنين والحسنين في الحديث المتواتر عنه: "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، عترة أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما".