مناسبات - حركة تكامل البشرية
دور الامام الصادق عليه السلام في إتمام حركة تكامل البشرية:
عندما خلق الله سبحانه البشر وسخّر لهم هذا العالم ليتكاملوا ويسترشدوا فيه، لم يبخل عليهم بإرسال من يبلّغهم الهداية وسبل الخير، فبعث إليهم الأنبياء والرسل والأئمة والأوصياء (عليهم السلام)، وكان دورهم بارزاً وجليّاً، فتقـدّموا النّـاس وقـادوا زمـام أفئدتهم نحو السعادة الأبديّة.
وفي هذا السياق كان دور الإمام الصادق عليه السلام الذي أسّس لعملية واقعية ترتكز عليها هيكلية بناء وتكامل النفس البشرية إن في امتدادها مع الناس أو في حركتها تجاه الله تعالى.
من هنا فقد أصبح واجباً على الفرد أن يعمل على منهجة بناء الذات الإنسانية وجعلها صالحة في حركتها البشرية في تعاطيها مع الناس أو مع ربها سبحانه وتعالى، وبناءً على ذلك يمكن للفرد أن يبني حركته على أمرين:
الأمر الأول:
التعهد الذاتي والوجداني الذي يجب أن يوجد في كيانية الإنسان الطالب للكمال والتنمية الوجودية وهذا يكون بينه وبين الله تعالى.
الأمر الثاني:
رياضة النفس البشرية نظرياً وعملياً بمعنى تمرينها وتدريبها وبصورة مستمرة على التقوى النفسية والسلوكية في تعاطيها الحياتي الخاص والعام.
بحيث تجني في رياضتها هذه ثمار القناعة والكفاف والرضا بما هو موجود عندها.
وقد برز دور الإمام الصادق عليه السلام في العمل على تأسيس الأصول معظم العلوم الدنيوية والحياتية يضاف إليه ما قدمه من كتب تعمل على تقوية روح الإيمان والفهم العميق لعلاقة الإنسان بربه ومعرفة الحقوق والواجبات المتعلقة بالفرد والمجتمع، القائمة على معنى الحرية والاستقلالية الفكرية ليستخدم الإنسان العلوم والإمكانات ويسخرها في بناء المجتمع ضمن القواعد الإلهية، لذا فقد ازدهر عصر الإمام الصادق عليه السلام بالعلوم في كافة مجالاتها.
انطلاقاً من ذلك أصبح واجباً علينا العمل لتحقيق هذه العوامل امتثالاً لمنهج الإمام الصادق عليه السلام في سبيل الوصول إلى مشروع التكامل الإنساني.