مناسبات عامة - نهجهما وخطاهما
على نهجهما وخطاهما تستمر
إن جميع خصال النبيين والأولياء والصديقين عليهم السلام ومقاماتهم التي بلغوها بما اشتملت عليه من مضامين مجتمعة في سيدة نساء العالمين عليها السلام.
بل إن لها من الحالات في مقام القرب من الله تعالى ما لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل حيث قد وصلت إلى ما لم يصلوا إليه وهو الثابت للنبي صلى الله عليه وآله والأئمة الأطهار عليهم السلام من دون غيرهم.
الزّهراء تحمّلت وكانت ناجحة في كلّ تجاربها وهي في ريعان الشّباب، وتخلّت عن ذاتيّاتها، وكانت تخدم في بيتها، وتخدم أباها قبل ذلك، وكانت تساعد أباها في الحروب، وكانت تعلّم النسوة، وتكتب وتخطب وتمارس دورها الاجتماعي والسياسي كأفضل ما يكون، قائلة للمرأة على مرّ الدّهور إنها كائنة مخلوقة لله، لها هدف، وعليها تسخير طاقاتها وحضورها في كلّ الساحات، فتكون المجاهدة والمربّية والمعلّمة والملتزمة بالحقّ والمدافعة عنه.
وعلى خطاها كان حفيدها يسير ويرتقي وكان يعيش الزهراء في جوارحه وفي منطقه وفي سيره نحو الحق تعالى...وكأنه قد قرأ في شخصيتها بعرفانه الحقيقي واتصاله الدائم بها وتجسيده في كل حياته ما دعت إليه وأرادته من الأهداف العظمى للإسلام العزيز، وقّف نفسه على إرادتها ودار مدار رضاها لا يؤثر عليها سواها، فملأ من فيوضها كل وجوده إلى أن أسلم الروح إلى بارئها على حب فاطمة عليها السلام.
ومن شدّة تعلقه بها وشدّة اهتمامه بالمرأة أطلق يوم ولادتها (اليوم العالمي للمرأة المسلمة) لعل هذا اليوم يعتبر انطلاقة تعلق واقتداء كل النساء بسيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين.
فمن أجمل ما قيل في حقّهما يوم ولادتهما:
يوم أغر وفرحة تتجدد
يومٌ يُسَر به النبي محمد
يومٌ تبلّج ثغره عن فاطم
هذا لعمرك حسنه متفرد.
يوم تنزلت الملائك فرحة
فيه لعمرك ذاك يوم أحمد.
وتبشر المختار أن الله قد
أعطاه كوثره الذي لا ينفد.
والكون بالتسبيح ماج مذ انجلى
نور لفاطمة فالظلام مبدد
يوم تألق فيه روح الله من
أنوار ذي الملكوت يوم أغيد
بان الهدى وتبين النهج الذي
يرضاه رب الكون فهو المقصد
كل عام وأنتم بخير بذكرى ولادة فاطمة سيدة نساء العالمين (عليها السلام) وولادة حفيدها الخميني العظيم (قدس الله سرّه).