www.tasneem-lb.net

مناسبات عامّة

مناسبات - شهادة الإمام الحسن عليه السلام

شهادة الإمام الحسن عليه السلام

 

اللحظات الأخيرة

لمّا عزم معاوية على قتل الإمام، كتب إلى ملك الروم يسأله أن يوجّه إليه من السمّ القتّال شربة ، فكتب إليه ملك الروم: أنّه لا يصلح لنا في ديننا أن نعين على قتال من لا يقاتلنا، فكتب إليه: إنّ هذا ابن الرجل الذي خرج بأرض تهامة، قد خرج يطلب ملك أبيه، وأنا أريد أن أدسّ إليه من يسقيه ذلك، فأريح العباد والبلاد منه، ووجّه إليه بهدايا وألطاف، فوجّه إليه ملك الروم بهذه الشربة، التي دسّ بها إلى الحسن عليه السلام.

فما ذهبت الأيّام، حتى بعث معاوية إلى جعدة بنت الأشعث بن قيس بمال جسيم، وجعل يمنّيها بأن يعطيها مائة ألف درهم أيضاً، ويزوّجها من يزيد، وحمل إليها ذلك السمّ، لتسقيه الإمام الحسن عليه السلام...

وفي بعض الأيّام، انصرف الإمام إلى منزله، وكان صائماً في يوم حارّ، فأخرجت له وقت الإفطار شربة لبن، وقد ألقت فيها ذلك السمّ، فشربها الإمام عليه السلام..

ولمّا أحسّ الإمام بحرارة السمّ، قال: "يا عدوّة الله! قتلتيني، قتلك الله، والله، لا تبصرين خيراً، ولقد غرّك، وسخر منك، والله يخزيك ويخزيه".

وبقي عليه السلام يعاني ألم السمّ يومين، على أقلّ الروايات، وفي بعضها: أربعين يوماً، وهو يتقيّأ دماً، توضع تحته طست، وترفع أخرى.

ولمّا نظر الطبيب، الذي كان يتولّى معالجته، إلى حالته عليه السلام، قال: هذا رجل (مريض)، قد قطَّع السمّ أمعاءه!

وعن جنادة بن أبي أميّة، قال: دخلت على الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام في مرضه، الذي توفّي فيه، وبين يديه طست يقذف عليه الدم، ويخرج كبده قطعة قطعة من السمّ، الذي أسقاه معاوية.

فقلت: يا مولاي، ما لك لا تعالج نفسك؟ فقال: " يا عبد الله، بماذا أعالج الموت؟" قلت: إنّا لله، وإنّا إليه راجعون.

ثمّ التفت إليَّ، فقال: "والله، لقد عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، أنّ هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد عليّ وفاطمة، ما منّا إلّا مسموم أو مقتول" ، ثمّ رفعت الطست، وبكى صلوات الله عليه وآله.

عظم الله أجوركم .

 

المصدر: شبكة المعارف الإسلامية.


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد