وتلك عشرة كاملة
وتلك عشرة كاملة
ما إن يدخل ذو الحجةحتى يعيش المسلمون مشاعر الشوق والتوق لزيارة بيت الله الحرام وخاصة عندما يرونالحجيج في أداء المناسك..
ولا شك بأن الذي يعيش هذه المشاعر سيثاب أيماثواب، وهو يُعد مشاركاً للحجاج في مشاعرهم، مصداقاً لقول الرسول الأعظم (صلى اللهعليه وآله): "من أحب قومًا حشر معهم، ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم"/مستدرك الوسائل ج12
الحج لغة: عبارة عنالقصد. فالحاج يقصد بيت الله الحرام.. والإنسان الذي فاته الذهاب إلى بيت اللهالحرام، ما فاته قصد رب العالمين، وقصد الوصول إليه!.. بل الإنسان المؤمن في حجٍ وطوافٍ دائم، في كلحركاته وسكناته هو يريد المولى عز وجل..
ولعل البعض يذهب إلى الحج، ويرجع وهو لميزر صاحب البيت؛ لأنه لم يقصده ولم يتفاعل معه..
فإذن، إذا تفاعل الإنسان مع صاحب البيت-حتى لو كان في أقصى بقاع الأرض- فهو قاصد لله عز وجل، وهو الحاج حقيقة.. فقد ورد في الحديث عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: "ما أكثرالضجيج وأقل الحجيج".!/ ميزان الحكمة ج1
واعلم أن تعيين اللهجل جلاله على أوقات معينة يُذكر فيها جل جلاله دون ما لا يجري مجراها من الأوقاتيقتضي ذلك تعظيمها ومصاحبتها بذكره الشريف بالعقول والقلوب وأن لا يخليها من إذكارنفسه بأنها حاضرة بين يدي علام الغيوب وأن يلزمها المراقبة التامة في حركاتهوسكناته ويطهرها من دنس غفلاته، حيث اختارها العلي الأعلى لذكره وجعلها محلًالخزانة سره وأهلًا لتشريفها بتعظيم قدره ومنهلًا للتلذذ بكاسات شكره وهذا
عشر ذي الحجة
حيث قال تعالى:((...ويذكروا اسم الله في أيام معلومات..))