إنه يوم مبارك..
إنه يوم مبارك..
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا اليوم يوم مبارك.. في هذا اليوم يحتفى بولادةعيسى بن مريم عليهما السلام.
تارة نتحدث عن هذا اليوم من خلال السيرة الشخصيةوالسيرة الذاتية (عبادة، إخلاص لله عز وجل، سيرة خلقية)، ومرة أخرى نتجاوز هذاالإطار لنتحدث عن الجوانب العامة في شخصية هؤلاء، وبالتالي نتحدث عنهم كقادةللبشرية نتحدث عنهم كنموذج قدوة للإنسانية جمعاء.
إن عيسى لم يكن عابدًا فحسب، وإنما هو قائدللبشرية هو قائد من القادة الكبار للبشرية وللمستضعفين في الأرض.
وعندما نريد أن نتحدث عن شخصية قائدة ورائدة فيالتاريخ البشري يجب أن نتحدث عنها في إطار قيادتها للمستضعفين في إطار أطروحتهالتي قدمها للبشرية، في إطار الرسالة التي جاء بها ونزل بها على البشرية.
نسأل: لماذا عيسى المسيح (سلام الله عليه) أصبحقائدًا للبشرية؟
لماذا روما كدولة عظمى في عصره أخذت منه موقفًا؟
لماذا تمت عملية التعاون بين اليهود وبين الدولةالرومانية المركزية في مواجهة السيد المسيح؟ هذه أسئلة أساسية الجواب عنها يعطينافكرة كاملة عن شخصية السيد المسيح.
السيد المسيح كان فقيرًا من الفقراء مستضعفًا منالمستضعفين ولذلك حمل هموم المستضعفين واراد أن يقود المستضعفين في مواجهة قوىالاستكبار العالمي في عصره كما هو شأن كل الرسل والأنبياء والعظماء في التاريخ كماأن محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم ومن قبل موسى ونوح وغيرهم من الأنبياء.
أيضًا عيسى حلقة من هذه الحلقات هو رسول من هؤلاءالرسل وقائد من هؤلاء القادة فكما أن محمدًا قاد البشرية وواجه عتاة الظالمين،أيضًا عيسى كان بصدد قيادة البشرية وهذه القيادة التي قاد بها الإنسان سلام اللهعليه في عصره هي التي حرضت الظالمين وجعلت الظالمين يتخذون موقفًا من عيسى.
لا بد أن هناك شيئًا عظيمًا قام به السيد المسيح،لا بد أن هناك شعورًا لدى الدولة المركزية في عصره بخطره حتى استفزت هذه الدولةوأخذت تطارد السيد المسيح واحتاجت أن تتعاون مع المحيط الذي كان فيه السيد المسيحلأن المحيط الذي كان يدعو فيه إلى الله تبارك وتعالى.
لو لم يحمل عيسى المسيح رسالة المعذبين في الأرضويدعوهم إلى مواجهة حقيقية ضد قوى الاستكبار العالمي لما شكل هذا الخطر.
عيسى بن مريم كان ينهج نهجًا في المواجهة ضد قوىالاستكبار العالمي.
وقديكون وضعنا في هذه المرحلة حيث المواجهات أصبحت على أشدها بين قوى الاستكبارالعالمي وبين المستضعفين قد نكون بحاجة إلى فهم هذه الشخصيات.
مقتطفات كلمة لسيد شهداء المقاومة الإسلامية
السيد عباس الموسوي رضوان الله عليه.