أعياد - يوم عرفة.. منطلق الرحلة إلى الله |1|

ديننا
يوم عرفة.. منطلق الرحلة إلى الله
|1|

 "إنّ لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها ولا تُعرضوا عنها" الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم).
 
يتميّز شهر ذي الحجة بأنه يتضمن مناسبة إلهية عظيمة ينتظرها المؤمن ويشتاقها وهي ميقات الحج والقرب والشوق إلى الله تعالى، فأيام الحجّ هي من أيام الله المشهودة، يهجر فيها المؤمن الدنيا وأنسَها، ويسعى ببدنه وجوارحه وقلبه إلى محضر الخضوع والخشوع أمام الله طلباً لمغفرته ورضوانه.
ومن هذه الأيام المشهودة يوم عرفة، ففي ليلته تهب نسمات الرحمة الإلهية على جميع المؤمنين، لا سيما على حجاج بيت الله الحرام، حيث تعتبر هذه الليلة العظيمة بداية انطلاقة نحو رحلة روحية وعرفانية عظيمة إلى الله تعالى، وهي رحلة الحج الأكبر.
وإنّ يوم عرفة ليس كغيره من الأيام، إنما هو يوم الميعاد لتلبية الدعوة الربانية الكريمة التي استحوذت بأشعّتها الإلهية على نفوس وعقول وقلوب عبادهِ المؤمنين، فامتلكت جوارحَهم حتى اجتذبتهم من كلّ فجّ عميق. وإنّ التضرّع والدعاء والذكر والتوسل في ذلك اليوم المشهود يزيل الصدأ والغبار عن القلوب، فتسمو أرواح المؤمنين وتحلق للوصول إلى القرب من الله، بعد أن تترك وراءها ذيول المعاصي والذنوب والمتعلقات الدنيوية. 

1. يوم عرفة يوم الدعاء:

إنّ يوم عرفة هو يوم دعاء ومناجاة مع الله، فقد ورد عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) أنه سمع سائلاً في يوم عرفة يسأل الناس، فقال له: "ويلك أتسألُ غيرَ اللهِ في هذا اليوم، وهو يوم يُرجى فيه للأجنّة في الأرحام أن يعمّها فضلٌ من الله فتسعَد؟!".  (من لا يحضره الفقيه ٢/١١)

بقلم فضيلة الشيخ محمد سعد