في رحاب دعاء عرفة 2
تلك عشرة كاملة
في رحاب دعاء عرفة
للإمام الحسين"عليه السلام"2
*يفتح مولانا الإمام الحسين عليه السلام بهذا الدعاء لشيعته آفاق رحبة في العبودية الإلهية وفي معرفة الإله المبدع الأولبقوله كلمة "إلهي" فكلمة إلهي من الحسين عليه السلام ليست كما هي علىلسان الإنسان العادي.
فمن الأسرار التيعرفنا عليها الإمام في هذا الدعاء:
- معرفة الخالق
إن معرفة الخالقسبحانه متعذرة، إلا أنه تعالى وصف نفسه القدوسية، ووضع لها أسماء مباركة؛ لنتعاملمعها في هذه الحياة، وسمح لنا بمعرفة الأوصاف بما يقابلها في صفحات الوجود منانعكاسات وظلال نورانية. فالله سبحانه معروف بالصفات، ولا نصفه إلا بما وصف لنانفسه، وعلى الإنسان أن يعرف ربه، كما يقول المولى أبو عبد الله الحسين (عليهالسلام):(( يا مولاي، أنتَ الذي أنعمتَ، أنتَ الذي أحسنتَ، أنتَ الذي أجملتَ، أنتَالذي أفضلتَ، أنت الذي مننتَ..)) وتلك هي المعرفة الحقة للخالق تعالى.
- معرفة النفس والاعتراف بالذنب
إن المعرفة الإنسانية عامة وشاملة مهما كانتواسعة أو عميقة، إلا الأولياء الكمل من عباد الله المخلصين، كمحمد وآله الطاهرين(صلوات الله عليهم أجمعين)، فإن علمهم لَدني بتعليم المولى لهم كل العلوم التيتحتاجها البشرية. أما الإنسان العادي فإن معرفته بنفسه يجب أن تكون أفضل المعارفلديه، والإمام الحسين (عليه السلام) يعلمنا كيف ندعو ونعترف بالتقصير؛ لأنه لا أحديعبد الله حق عبادته مهما جاهد فيه؛ لذلك يقول الإمام عليه السلام أيضاً: (( أنايا إلهي المعترفُ بذُنوبي فاغفرها لي، أنا الذي أخطأتُ، أنا الذي هممتُ، أنا الذيجَهلتُ، أنا الذي غفلتُ، أنا الذي سَهوتُ...))
نعم الاعتراف بالذنبفضيلة، والاعتراف بالخطأ اعتذار. وعليك أن تعترف بذنبك أمام سيدك وتطلب منهالغفران، وتقف بين يديه لتقر على نفسك بكل ما عملت، وتطلب منه العفو عنك وإخلائكمن التبعات.
وتقول مع سيدك: (( اللهُماجعلنا في هذا الوقت ممنْ سألكَ فأعطيته، وشكركَ فزدتهُ، وتابَ إليك فقبلتهُ،وتنصلَ إليك منْ ذنوبه كُلها فغفرتها له، يا ذا الجلال والإكرام)) .
وذلك كله نابع من معرفتك بنفسك، ويقينك من ذنبك،ورحمة ربك وواسع مغفرته.. من العبد الاعتراف بالذنب، ومن الرب الرحمة والغفران،وكل يعمل على شاكلته.
((إلهي، أنا الفقيرُ في غناي، فكيف لا أكونُ فقيراً في فقري، إلهي، أنا الجاهلُ فيعلمي فكيف لا أكونُ جهولاً في جهلي..))
تلك عشرة كاملة