السيدة العظيمة - خديجة بنت خويلد
السيدة العظيمة
خديجة بنت خويلد
اكتسَبَت السيدة الجليلة «خديجةٌ» عليها السلام بفضلإيمانها العميق بالرسالة المحمدية، وتفانيها في سبيل الإسلام وبسبب حرصها العجيبعلى حياة صاحب الرسالة وسلامته، وعملها المخلص على إنجاح مهمته، ومشاركتهاالفعّالة، في دفع عجلة الدعوة إلى الأمام، ومشاطرتها للنبي في أكثر ما تحمّله منمحن وأذى بصبر واستقامة وحب ورغبة.
لقد اكتسبت خديجة بفضل كل هذاوغيره مكانة سامية في الإسلام، حتّى أن النبيّ ذكرها في أحاديث كثيرة وأشادبفضلها، ومكانتها وشرفها على غيرها من النساء المسلمات المؤمنات وذلك ولا شك ينطويعلى أكثر من هدف.
فمن جملة الأهداف التي ربما توخاها النبيّ صلى الله عليهوآله وسلم من الإشادة بخديجة (عليها السلام) إلفات نظر المرأة المسلمة الى القدوةالّتي ينبغي أن تقتدي بها في حياتها وسلوكها في جميع المجالات والأبعاد، والظروف،والحالات، وكذلك لتبيان المنزلة الخاصة التي كانت لها في قلب محمد عليه وآلهالصلاة والسلام فهي المؤمنة، العاقلة، الجليلة، المصونة، الكريمة، ومن أهل الجنة!فقد أمر الله رسوله أن يبشرها في الجنة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب. وحتى بعدوفاتها وزواج محمد عليه وآله الصلاة والسلام من غيرها من النساء لم تستطع أي واحدةمنهن أن تزحزح "خديجة" عن مكانتها في قلب محمد (صلوات الله عليه وآله).
لقد كانت السيدة خديجة صاحبة ثروة كبيرة، فقد كانت تملك-فيما ورد - عشرات العبيد والإماء، وآلاف الإبل، ومئات الأواني من الذهب والفضةوغير ذلك، وقد بذلت كلّ أموالها في سبيل دعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمحتى بقيت تنام هي ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كساءٍ واحد لم يكن لهاغيره.
وكانت سلام الله عليها محلّ افتخارٍ للأئمة عليهم السلام فيانتسابهم إليها. ففي كربلاء وقف الإمام الحسين عليه السلام يخاطب القوم: "هلتعلمون أنَّ جدتي خديجة بنت خويلد أوَّلُ نساء هذه الأمة إسلاماً؟"
وفي زيارتنا للإمام الحسين عليه السلام علّمنا أهل البيتعليهم السلام أن نسلم عليه قائلين: "السلام عليك يا بن خديجة الكبرى".
ونحن نقول له: "أشهد أنّك كنت نوراً في الأصلابالشامخة والأرحام المطهّرة"
قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: « إنّ اللّه اختارمن النساء اربعاً: مريم وآسية وخديجة وفاطمة». بحار الأنوار/ج16/ص2 .
قال عنها المؤرخون: (إن ثقتها في الرجل الذي تزوجته.. لأنهاأحبته.. كانت تضفي جوًا من الثقة على المراحل الأولى للعقيدة التي يدين بها اليومواحد في كل سبعة من سكان العالم).
وكتبوا عن وفاتها: ".. فقد محمد بوفاة خديجة تلك التيكانت أول من علم أمره فصدقته، تلك التي لم تكف عن إلقاء السكينة في قلبه، والتيظلت ما عاشت تشمله بحب الزوجات وحنان الأمهات".
توفيت "خديجة" أم المؤمنين (سلام الله عليها) قبل هجرة الرسول إلى المدينةالمنورة بثلاث أعوام، وقد أنزلها محمد (صلوات الله عليه وآله) بنفسه في حفرتهاوأدخلها القبر بيده، ودفنها بالحجون (مقابر المعلاة بمكة المكرمة).
اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، اَلسَّلامُعَلَيْكِ يا زَوْجَةَ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا اُمَّفاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ ياأَوَّلَ الْمُؤْمِناتِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ أَنْفَقَتْ مالَها فِينُصْرَةِ سَيِّدِ الاْنْبِياءِ، وَنَصَرَتْهُ مَا اسْتَطاعَتْ وَدافَعَتْ عَنْهُالاْعْداء.