علماء وأعلام - واقعة بدر الكبرى أسباب النصر
واقعة بدر الكبرى
إيمان بالقضية والقيادة
أسباب النصر
من كلمات السيد المغيب الإمام موسى الصدر
إن المعادلة المنطقية لميزان القوى في تلك المعركة، كانت لمصلحة قوى الشر والشرك والطغيان، لأن أصحابها كانوا يملكون العدة والسلاح والإعلام والكبرياء، يساعدهم إنهم اختاروا زمان الحرب ومكانها حيث نقلوها إلى أرض المدينة وفي الموقع المناسب.
أما رجال «محمد» صلى الله عليه وآله، رسول الرحمة والعدل، فلم يكونوا يملكون من أسباب النصر سوى الإيمان بقضيتهم العادلة وبقيادتهم المخلصة وبأن النصر من عند الله.
إن «قريش» المعتدية كانت تقول إن هؤلاء الصعاليك الذين هربوا من مكة إلى يثرب، وأنصارهم المستضعفين، لا يملكون وسيلة النصر ولا يحتاجون إلى أكثر من عملية تأديبية تنهي استفزازهم ووجودهم.
مَن هم هؤلاء الصغار الذين تتحكم فيهم قلة من اليهود ويقفون متحدين أمام السادة، أهالي مكة، أصحاب المال والسلطان؟ فيجرأون على حماية «محمد» وقد خرج على بني عمه، ثم خرج من بينهم، وها هو يقودهم في وجه الزعامات العريقة! بهذه القوة، ومع تلك المعنويات العالية زحفت «قريش» بخيلائها في حملة تأديبية ضد المسلمين الذين كانوا يعانون صعوبات بالغة في المواجهة، لكن الله أراد أن يضعهم أمام الخيار الصعب ﴿ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله امرًا كان مفعولًا﴾ [الأنفال، 42].