تاريخي - الإخلاص سرّ الإنتصار
ثقافتنا
الإخلاص سرّ الإنتصار
معركة بدر
التوقيت: السنة الثانية للهجرة 17 شهر رمضان.
سبب خروج المسلمين: اعتراض قافلة قريشية بقيادة أبي سفيان لا يزيد رجالها عن 40 رجلاً.
ردّ فعل أبي سفيان: علم أبو سفيان بخطّة المسلمين، فأرسل إلى قريش مستغيثاً، وغيَّر طريقه نحو الساحل، ونجا بقافلته.
الواقع الميداني: قدِمت قريش متجهزة للحرب تحت شعار: من لم يخرج نهدم ماله، فلم يتخلّف رجل إلا أخرج رجلاً مكانه.
سبق المشركون المسلمين إلى بدر، فنزلوا في الموقع العسكري المناسب بخلاف المسلمين.
رغم كل ذلك كانت:
نتيجة المعركة= انتصار المسلمين
جميعنا يعلم ان سر انتصار المسلمين في بدر القلة التي غلبت الكثرة مجتمعة بالايمان القوي والعزيمة والالتفاف حول القائد الصادق، ولكن من معركة بدر نتساءل، كيف كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخوض الحروب؟ فهذا القائد العظيم الذي يشهد له الباحثون والمؤرخون كان يتمتع بصفات رحيمية وقيادية نشير اليها في هذه السطور:
أولًا: إنّ كافّة حروب النبيّ كانت حروبًا دفاعيّة. هذا لا يعني أنّه في كافّة العمليّات كان يجلس، ليأتوا ويهجموا عليه! لا، الدفاع بهذا المعنى ليس صحيحًا. لو لم يتسلّح الرسول، لو لم يستعدّ، لولا ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ﴾ ، لتمّ القضاء من الأيّام الأولى على الإسلام والقرآن والرسول والمجتمع الإسلامي، لذلك كان الرسول مجبَرًا على الحرب .
فقد وضع مجموعةً من الأصول التي يجب مراعاتها في الحرب: من جملة وصاياه في ساحة الحرب، للأشخاص الذين كانوا يذهبون للحرب، الرحمة بالنساء والأطفال، والشهامة في التعامل مع جنود العدوّ، وعدم قطع الماء عنهم، وعدم منعهم من الطعام، وقبول استسلام البعض، وقبول من ادّعى الإسلام حتّى لو كان الأمر في أوج المعركة، أي الابتعاد بالكامل عن حالة الانتقام والخشونة. كان الكفّار الذين لا يشعرون بخصومة وعداء مع الرسول، يأتون إليه، فكان عطوفًا رحيمًا معهم إلى مستوى أنّهم كان يخجَلُون من ذلك .
ثانيًا:كان رسول الله قائدًا عسكريًا. وكان التنظيم العسكري في القديم يقتضي وضع القائد في مكان ليبقى بعيدًا عن الخطر. السبب في ذلك واضح، وفيه وجه معقول ومنطقي، فلو كان القائد في المقدمة ثم قُتل، عند ذلك يضطرب الجهاز العسكري بأكمله، وأمّا إذا كان في الخلف كان بإمكانه الاستمرار في المعركة حتّى لو قُتل نصف الجنود، وعلى الأقلّ بإمكانه الانسحاب والنجاة، ولكن عندما يُقتل القائد، لا تختلط الأمور فحسب، بل قد تكون الخسائر أكبر. أمّا رسول الله الذي كان يتمتّع بقوى غيبيّة فوق المعتاد، فكان يتقدّم الجميع، ليحارب عندما يصبح الأمر صعبًا وعندما يبدأ العدوّ هجومًا كبيرًا، وعندما لا يبقى باستطاعة المقرّبين أمثال أمير المؤمنين والحمزة والآخرين التحمّل والمقاومة فيلجؤون إليه .
فالسلام عليك أيها النبي العظيم ورحمة الله وبركاته، وألحقنا الله بركبكم في تحقيق الانتصارات. فالمستضعفون في العالم قد التحقوا بقائد يتمثل بأخلاقكم ورحمتكم وشجاعتكم وشهامتكم، والله لن يخيب من تمسك بحبلكم ونهجكم، فهو وعد الله حيث يقول: ..قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِين البقرة/249.