تاريخي - أحسن القصص |14|
ثقافتنا
أحسن القصص
|14|
جاء في بعض الصحف عن أحد المقربين إلى الإمام الخميني قدس سره: بعد وفاة المرحوم آية الله البروجردي، ورغم أن الدرس الأول في حوزة قم كان درس الإمام، إلا أنه لم يكن يفكر بالمرجعية، حتى أنه لم يكن يشترك في المجالس والمحافل، التي كانت تعقد في قم.
ذات يوم اقترح عليَّ أحد محبي الإمام وتلامذته أن أذهب إلى سماحته، لعلّي أحصل على موافقته على طبع رسالته.. كان الوقت صباحاً دخلت منزل الإمام، كان الإمام جالساً على بساط، وكان زميلي تحدث في أن المجتمع اليوم بحاجة لكم، ومن شدة حبه للإمام قال كلمة لعلها كانت لغواً، أتذكر جيداً أن وجه الإمام إحمر فجأة وقال: (كلا ليس كذلك، إن الإسلام ليس متوقفاً عليَّ).
حتى حاشية العروة الوثقى قام عدد من الطلاب بطبعها على نفقتهم، إلا أنهم احتاجوا مبلغاً من المال، فقلت للمرحوم إشراقي (صهر الإمام): إذا أمكنك أن تأخذ بقية المبلغ من الإمام.. وبعد أيام أجاب بأن الإمام قال: (أنا لم أقل اطبعوها ).
وبعد وفاة المرحوم آية الله الحكيم ليلاً، أعلن نبأ وفاته من المكبرات.. تلك الليلة كان الإمام (في النجف) على السطح، يقول أحد الأخوة: سمعت صوت بكاء الإمام، ورأيته جالساً يبكي.
وعلى الرغم من وجود أشخاص كانوا يرسلون من يقومون بحملات دعائية لهم إلى هذه الجهة وتلك، فإن الإمام كان موقفه كما ذكر، بحيث أنه لم يكن يرضى أن يدعى إلى مرجعيته، وفي تلك الأيام كان أشخاص من الموصل وكركوك يزورون الإمام ويسألونه: من نقلد؟.. فيقول: من كنتم تقلدون؟.. ويجيبون: السيد الحكيم.. فيقول الإمام: ابقوا على تقليد السيد الحكيم.
الزهد في الدنيا.