لنقرأ معًا معركة الأحزاب بهدوء لنستفيد من التجربة
يبدأ الله تعالى بتوصيف وضع الكفار وقدرتهم: "إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَ مِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ".
ماذا حصل للمسلمين في هذه اللحظة؟ "وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِالله الظُّنُونَا".
وكان هذا ابتلاء: "هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً".
وبعد هذا الابتلاء انقسم المسلمون في التعاطي مع هذا الابتلاء فئتين:
الفئة الأولى: وهم المنافقون، قالوا: "وَ إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً"
هؤلاء هم المنافقون مباشرة بعدما شاهدوا معسكر الكفار وضخامته شكوا بوعد الله ورسوله لهم بالنصر، واعتبروا ان الله والرسول خدعوهم.
الفئة التانية: المؤمنون، كيف كان تصرفوا: "وَ لَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلاَّ إِيماناً وَتَسْلِيماً". هؤلاء هم الذين لم يتزلزلوا وظلوا على يقينهم بوعد الله ونصرهم لهم.
ويكمل القرآن وصف المؤمنين: "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا الله عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً". إذًا ماذا كانت النتائج والبركات بعد أن بقي المسلمون على يقينهم بوعد الله ورسوله لهم؟
1. "وَرَدَّ الله الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً
2. وَكَفَى الله الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ الله قَوِيًّا عَزِيزاً
3. وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ
4. وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً
5. وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَ دِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها وَكانَ الله عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً".
إذا هذا كلّه نتيجة الصبر والثبات وعدم التزلزل في أوقات المحن.
يا أهلنا، التجربة الآن نفسها، صبرا صبرا، وتصديقًا بوعد الله لنا. والنصر قريب جدًا جدا إذا ثبتنا وصدقنا بوعد الله لنا بالنصر.
مثلما كان النصر كبيرًا جدًا وسريع جدًا جدًا.
(بتصرّف)