الإمام الخامنئي
الإمام الخامنئي - المرأة واستثمار الدور
المرأة و استثمار الدور
يقول السيد الخامنئي (دام ظله) في هذا المقام:
إذا ما استطاع مجتمعنا الإسلامي أن يربي نساءً على شاكلة نموذجنا الإسلامي، أي كالنموذج الزهرائي والنموذج الزينبي، نساءً جليلات وعظيمات، نساءً تتأثر بهن الدنيا والتاريخ، عندئذٍ ستنال المرأة مقامها الشامخ والحقيقي.
وإذا استطاعت المرأة في مجتمعنا أن تنهل من العلم والمعرفة والكمالات المعنوية واﻷخلاقية التي حددها الله تعالى والرسالات الإلهية لجميع البشر رجالًا ونساءً على حد سواء، فستتحسن تربية اﻷطفال، وسيصبح الجو العائلي أكثر حرارة و صفاءً، وسيتقدم المجتمع وسيتمكن من حل عقد الحياة بسهولة أكثر، وبالتالي سيسعد الرجل والمرأة معًا. يجب أن نسعى لتحقيق ذلك.
هناك نماذج معاصرة للمرأة المسلمة أمثال بنت الهدى والشهيدة أم يأسر:
كانت أم ياسر تتفهم وضع زوجها المادي رغم صغر سنها وتدير شؤون المنزل بكل تدبير ومسؤولية. كما وتعلمت على يد زوجها السيرة والدين والفقه.
كانت تنظم وقتها وتقسم مهام عملها على أيام اﻷسبوع، ما بين طلب العلم والإهتمام بزوجها وتفقد أحوال اﻷقارب والمعارف واستضافة الجارات وعمل المنزل وزيارة مقام أمير المؤمنين علي عليه السلام عندما كانت تعيش في العراق.
فرحت بنت الهدى العالمة المعلمة بشخصية أم ياسر وبثقافتها وعملها واتزانها وقالت لها أن عليها أن تهتم بشؤون الناس وشجونهم، وبمشاكلهم والحلول وأن تعلمهم وتغنيهم بالعلم لتعينهم على المعرفة بأمور دنياهم وآخرتهم. فبدأت تتابع بنت الهدى وتتعلم من تلك الناشطة اجتماعيًا.
تبنت أم ياسر فكرة التبليغ للنساء والاهتمام بشؤونهم. وعندما عادت إلى لبنان رافقت السيد عباس هي وصديقتها أم زهراء بحملات التبليغ في القرى ليعرّفون الناس وخصوصًا النساء إلى الإسلام، ويزرعون فيِهم الوعي لإدارة حياتهم الفكرية والاجتماعية بالشكل الصحيح، ﻷن النساء بحاجة للعلوم الدينية أكثر من الرجال.
في البداية بدأت هي وصديقتها بإقامة الندوات في الحسينيات والبيوت، ثم افتتحت حوزة للنساء بإشراف ثلة من العلماء وتمّ إنشاء مسكن داخلي للفتيات فيها. فكانت أم ياسر تهتم بهن كأولادها. هكذا بدأت بصناعة التغيير، انطلاقًا من قناعتها بأن «المرأة نصف المجتمع».
تحملت أم ياسر مسؤولية نشر الوعي والتبليغ الرسالي وخدمة الفقراء والمحتاجين بالإضافة إلى مسؤولية تربية أبنائها ورعاية زوجها.
يتبع..
