الإمام الخامنئي - الهوية الإنسانية للمرأة في رؤى الإمام الخامنئي (حفظه الله) |3|
ثقافتنا
الهوية الإنسانية للمرأة في رؤى الإمام الخامنئي (حفظه الله)
|3|
الدكتورة سعاد الحكيم
١. المرأة المقدّسة:
تنفرد فئة قليلة من النساء – عبر التاريخ – بالتجلّي بالهويّة الإنسانيّة للمرأة في أبهى صورها وأسماها وأكثرها إشراقًا واكتمالًا.
بحيث تصبح الواحدة من هؤلاء النسوة في "مقام القدوة" للناس، وليس للنساء فقط.
ومن الهامات العالية في النساء يذكر القرآن الكريم السيّدة مريم بنت عمران، والسيّدة آسيا امرأة فرعون، ويضعهما في "مقام المـَثَل المضروب" للمؤمنين جميعًا، ذكرًا وأنثى.
فالأولى اصطفاها ربّها وطهّرها وفضّلها على نساء زمانها بحمل كلمة الله عيسى بن مريم (عليهما السلام).
والثانية آمنت مع موسى (عليه السلام) حتّى الشهادة، وتحدّت فرعون، وزهدت في ملكه، وآثرت على قصوره بيتًا في الجنّة.
ويخبر الصادق الأمين (صلى الله عليه وآله وسلم ) عن أربعة من النساء كاملات هنّ: مريم بنت عمران،
وآسيا امرأة فرعون،
والسيّدة الطاهرة خديجة،
والسيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام).
وتبرز أسماء لامعة في سماء الطهر وطيب الشمائل، يذكر الإمام الخامنئي(حفظه الله) بعضًا منهنّ في صدر الإسلام خاصّة، إلّا أنّهنّ لا يرقَين إلى رتبة الكمال النسويّ المتفرّد الذي يجعل كلّ واحدة منهنّ قدوةً إنسانيّة، تنجذب النفوس المتطهّرة لتقليدها والالتحام بها بتلقائيّة فطريّة.
ومن بين نجمات الهدى اللوامع الأربع اختار التقليد الشيعيّ واحدةً، لتكون رمزًا للتّحقّق النسويّ الكامل من الوجوه كلّها، وهي السيدة الزهراء سيّدة نساء العالمين (عليها السلام).
وكما استنبط من النصوص، فإنّ اختيار التقليد الشيعيّ للسيّدة الزهراء (عليها السلام) لا يعني أنّها تزيد في درجة الكمال ورتبته عن الثلاث المذكورات، ولكن بسبب زيادة دورها الوجوديّ لديهم، في الحياة الاجتماعيّة والسياسيّة.
وأرصد فيما يأتي تسعة ملامح لصور السيّدة الزهراء (عليها السلام) كما تبديها نصوص الإمام الخامنئي(حفظه الله)، أوردها على شكل لمعات.
يتبع..
موقع المعارف الحكمية.