الإمام الخامنئي - الهوية الإنسانية للمرأة في رؤى الإمام الخامنئي (حفظه الله) |4|
ثقافتنا
الهوية الإنسانية للمرأة في رؤى الإمام الخامنئي (حفظه الله)
|4|
الدكتورة سعاد الحكيم
يتبع عنوان:
١. المرأة المقدسة:
ملامح لصور السيّدة الزهراء (عليها السلام) كما تبديها نصوص الإمام الخامنئي (حفظه الله).
1. السيّدة الزهراء (عليها السلام) هي الكوثر المُعطى لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، إنّها كوثر الذرّيّة والنسل المبارك، وكوثر النور والمعرفة معًا. إنّها كوثر مادّيّ ومعنويّ، مبدأ النماء واستمرار النبوّة – بمعنى الوحي العرفانيّ غير التشريعيّ – في الأئمّة المعصومين.
إذًا، كيف يكون أبتر من أنجب الزهراء (عليها السلام)؟ ويفسّر الإمام الخامنئي (حفظه الله) لفظ “الكوثر” بأنّه تلك الحقيقة العظيمة والكثيرة والمتزايدة، وأنّها تصدق على أشياء مختلفة، وأحد أبرز المصاديق هو الوجود المقدّس لفاطمة الزهراء عليها السلام التي جعلها الله سبحانه خلقًا ماديًّا ومعنويًّا للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
2. ولادة الزهراء عليها السلام هو يوم عيد، وليس أيّ عيد، إنّه العيد الأغرّ، العيد الكبير، أبرز الأعياد الإسلاميّة. وبهذا، يصبح العشرون من جُمادى الثاني مناسبةً لاستحضار صور كمالها، وتجديد العهود، ودفع النساء والرجال في درب العيش معها.
3. الزهراء هي صاحبة عناية وألطاف ملكوتيّة، ينتفع مَن يتوسّل بها إلى الله سبحانه. يقول الإمام القائد حفظه الله في هذا السياق: “ندعو الله تعالى أن يبارك لكم هذا العيد السعيد، وأن تشملكم جميعًا العناية الإلهيّة والألطاف الملكوتيّة لسيدة نساء العالمين”.
وفي موضع آخر، يقول: “علينا أن نشكر الله على توسّلنا بعنايتها”، ويُظهر الحاجة إلى الزهراء (عليها السلام) بقوله: “نحن بحاجة إلى تلك العظيمة، هذه الشمس المتلألئة الساطعة (الزهراء) تعمّ بفائدتها جميع الموجودات في العالم، ويسقط شعاع منها في بيوتنا”.
4. الزهراء عليها السلام سيّدة نساء العالمين. وهذا يعني أنّها السيّدة الأولى ليس للمسلمين فقط وإنّما للجنس البشريّ بأكمله. وسيادتها معنويّة لا مادّيّة. يقول في وصفها الإمام القائد الخامنئي حفظه الله: “إنّها لمعجزة الإسلام… وفاقت جميع النساء عظمةً وقدسيّةً في تاريخ الإنسانيّة”. ويكمل “تمتلك قوّةً باطنيّةً عميقةً جعلتها محيطًا لا حدود له من المعرفة والعبوديّة والقداسة والكمال المعنويّ”. ويقول في سياق آخر: “كلّ نساء العالم من أوّله إلى آخره تبدو أمامها كالخدم أو كالذرّات في مقابل الشمس الساطعة”.
5. الزهراء هي العبد الكامل لله سبحانه. إنّها “روحٌ خالصةٌ”، و”غير قابلة للإدراك”، “جعل الله طينتها طينةً متعالية”. ذاتها أوسع من حدقة الرؤية، ولا يمكن حبسها في كلمات اللغة، ولا يقترب عقلٌ من تصوّر عظمتها. يقول الإمام: "إنّ الإنسان العاديّ مثلنا لا يمكنه أن يتصوّر في ذهنه هذه العظمة والدرجة". ويُظهر عجز اللغة بالقول: "وحتّى لو استطاع شخصٌ إدراك ذلك، فإنّه لا يستطيع وصفها وبيانها كما هو حقّها". إذًا لم يبقَ إلّا الفنّ كمجال حيويّ لاستحضار عظمتها.
يتبع..
موقع المعارف الحكمية.