الإمام الخامنئي - التمهيد الفردي والتمهيد المجتمعي لإمام الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) |1|
ثقافتنا
التمهيد الفردي والتمهيد المجتمعي لإمام الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف)
|1|
ما هي الأعمال التي تهيء الأرضية لظهور الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) على المستوى الفردي والمجتمعي
ظهور الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) هو المستقبل اليقينيّ لهذه الأمّة
علينا أن نعمل على إعداد أنفسنا لهذه الحركة العظيمة، وأن نتجهّز لنكون الجنود المخلصين للإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في سبيل تحقيق هذا الهدف.
نحن الذين ننتظر ظهور إمام زماننا (عليه آلاف التحيّة والثناء وعجّل الله تعالى فرجه) علينا أن نوجّه كلّ مساعينا في اتّجاه تشكيل دولته (عليه السلام)، يجب أن نبني كلّ حياتنا على هذا الهدف، أن نحوّله إلى محورٍ تدور عليه كلّ جهودنا.
إنّ العلاقة القلبيّة والمعنويّة الخاصّة التي تجمع أفراد الناس بإمام زمانهم (عجل الله تعالى فرجه الشريف) لهي أمر حسن ومطلوب، بل هي أمر لازم وضروريّ وله آثار ونتائج مهمّة؛ إذ هي التي تزرع الأمل في الانتظار وتجعله حيّاً بشكلٍ دائم في قلب كلّ إنسان.
ورد في الروايات: «والله لتُمحَّصَنّ»، و«والله لتُغَرْبَلَنّ»، أي: أنّنا سنُمتحن ونُبتلى، وسيكون الابتلاء شديداً، وسنتعرّض لضغوطاتٍ قاسية. لكن أين سنبتلى؟ ومتى سنبتلى؟ إنّ زماننا هذا هو ميدان الجهاد والابتلاء والاختبار. وفي ميادين الجهاد والاختبار يُمتحن المؤمنون الخلّص، يتعرّضون للبلاء والاختبار، وسيخرجون من هذا الاختبار مرفوعي الرأس، ليقترب هذا العالم من ذلك العصر، العصر الذي تتحقّق فيه أهداف مهديّنا الموعود (عجل الله تعالى فرجه الشريف)
التمهيد لعصر الظهور لا يكون إلّا بالعودة إلى حاكميّة الإسلام والقرآن
الانتظار يعني أن يكون القلب عامراً بالحبّ والأمل بأن تصل حياة البشر إلى خواتيمها السعيدة.
لكن ينبغي لنا أن نعلم أنّنا لن نكون منتظرين على الحقيقة إلّا إذا عملنا وبذلنا كلّ جهدنا في سبيل إتاحة الظروف وتهيئة الأرضيّة المناسبة لظهوره المبارك (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
إنّ اقتراب عصر الظهور منوط بإرادتنا نحن، وهو موكول إلينا، فكلّما سارعنا إلى الخيرات، وإصلاح دخائل نفوسنا، والسعي من أجل إصلاح المجتمع عموماً، نستطيع أن نجعل يوم الظهور المبارك يقترب ويدنو منّا أكثر فأكثر.
إنّ عقيدة المهدويّة واعتقادنا الراسخ بالإمام المهديّ المنتظر الموعود (أرواحنا فداه)، وبالرغم من أنّها عقيدة سامية، ومبدأ جوهريّ لا يمكن الاستغناء عنه، ولا يخامرنا فيه أيّ شكّ أو تردّد، بالرغم من ذلك، فإنّ هذه العقيدة لا بدّ لها أن تستتبع عملاً، ولا قيمة لها ما لم تدفعنا إلى السعي والتحرّك والعمل. وهذا هو معنى الانتظار الذي حدّثونا عنه، لا مجرّد القعود والبكاء وذرف الدموع.
إنّ أهمّ وظائف المنتظرين لإمام الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) هي العمل على إعداد أنفسهم من الجهات المعنويّة والأخلاقيّة والعمليّة، مع تعزيز العلاقات والروابط الدينيّة والاعتقاديّة والعاطفيّة التي تجمعهم بالمؤمنين. إنّ الشخص الذي ينتظر ذلك الإمام، وذلك المصلح العالميّ الكبير، يجب عليه أن يهيّئ نفسه ويعدّها ويوفّر لها ظروف الصلاح والاهتداء، وأن يعمل في سبيل تحقّق الصلاح في المجتمع عموماً.
الانتظار حركة، وليس سكوناً. الانتظار هو الاستعداد والجهوزيّة.
انتظار الفرج يعني شدّ العزائم، والتهيّؤ، تهيئة النفس من جميع الجهات لأن تكون مساهمةً في تحقيق الهدف الذي سيكون هو الغرض والغاية من قيام إمام الزمان (عليه الصلاة والسلام) وظهوره المبارك والثورة التاريخيّة الكبرى التي سيقودها. وهذا الهدف عبارة عن إيجاد القسط وإحلال العدل، وتحويل الحياة البشريّة إلى حياةٍ إلهيّة يعود فيها الناس إلى مقام العبوديّة الحقيقيّة.
من كلمات للسيد القائد علي الخامنئي (دام ظله)/ بتصرف