الإمام الخامنئي - التمهيد الفردي والتمهيد المجتمعي لإمام الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) |4| الجزء الخامس
ثقافتنا
التمهيد الفردي والتمهيد المجتمعي لإمام الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف)
|4|
الجزء الخامس
- وفي الشأن الثاني من الإعداد أي الإعداد الجهادي فهذا يتضمّن مراتب من الجهوزيّة النفسيّة والبدنيّة والتنظيميّة، فما أروع ما ينقل لنا التاريخ من أن بعض الشيعة لشدّة يقينهم وشوقهم لرؤيته كانوا ينامون وسيوفهم تحت مضاجعهم... وقد روي كذلك في الإعداد النفسي عن الإمام الصادق (عليه السلام): أنّ القائل منكم إذا قال: "إن أدركت قائم آل محمد نصرته، كالمقارع معه بسيفه والشهادة معه شهادتان".
- بل إنّ للشوق لنصرته مرتبة أرقى تشمل حتى ما بعد الموت: "فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني شاهراً سيفي مجرّداً قناتي ملبّياً دعوة الداعي في الحاضر والبادي".
- إنّ المستحبّات التي ذكرتها الكتب المختصة حول آداب العلاقة مع الإمام القائم (عجل الله تعالى فرجه الشريف) أكثر بكثير مما مرّ، لكن ما يستوقف المتأمّل لهذه الآداب من أدعية وصلوات وزيارات وغير ذلك هو: أنّها تفرض العلاقة على أنّها مع شخص بعينه (فلان بن فلان) موجود وليس حالة أو مشروع أو فكرة ما، فهو بالاسم ابن الإمام العسكريّ (عليه السلام) معروف تاريخ ولادته وغيبته وهي علاقة مع حيّ يسمع ويرى ويعمل ويعبد ويقرأ وينادي... "السلام عليك حين تقوم... حين تقعد... حين تقرأ.... حين تبين.... الخ".
- ولذا فإن روح العلاقة هو أن تؤمن بحضوره ومخاطبته كحيّ حاضر وشخص ولعلّ ما يستوقف المتأمّل أيضاً في دعاء الندبة: "... بنفسي أنت من مغيّب لم يخل منّا، بنفسي أنت من نازح ما نزح عنّا...".
فمن الغائب يا ترى؟! ومن المنتظر يا ترى؟!
نحن الغائبون وهو المنتظر.
"أنا بقية الله في أرضه، والمنتقم من أعدائه، فلا تطلب أثراً بعد عين يا (أحمد ابن إسحاق)".
جمعية المعارف الإسلامية الثقافية/ بتصرف.